الخميس، 22 مايو 2014

الراهب والشجرة

كان هناك راهب غيور سمع عن شجرة يسكنها شيطان ويعبدها الناس. فدفعته شهوة مقدسة وقرر ان يذهب ويقاتل هذا الشيطان الذي ضل كثيرين!




فقال له الشيطان: “ما دخلك بي؟ دعني وشاْني. لماذا تريد أن تقطع هذه الشجرة؟”

فقال له الراهب: “كيف أتركك تضلل الناس وتبعدهم عن عبادة الإله الحقيقي؟؟”

قال الشيطان: “يا اْخي ماذا يهمك ما دمت لا تعبد الشجرة؟؟”

قال الراهب: “من واجبي أن أنقذ الناس منك ومن أمثالك!”

وهنا دارت المعركة بين الراهب والشيطان.. حتى تمكن الراهب منه بعد ساعة. فصرخ الشيطان “اتركني وانا أضع تحت وسادتك ديناراً ذهبياً كل صباح”..

تراجع الراهب وقد أعجبته الفكرة.. ووافق ومضت الأيام.. حتى كان ذلك اليوم رفع الراهب وسادته فلم يجد شيئاً فثار وهاج وحمل فأسه وذهب ليقطع الشجرة.. فاعترضه الشيطان وتصارعا.. ولكن في هذه المرة تغلب الشيطان على الراهب وامسكه من عنقه وتسائل الراهب لماذا لم ينتصر في هذه المرة؟

فقال الشيطان ساخراً: المرة السابقة كنت تحارب من اجل الله اما الآن فأنت تحارب لنفسك وشتان بين الهدفين.. اترك قطع الشجرة لمن لا تغريه شهوة الدنانير.

قرأت القصة وشعرت انها موجهة لي شخصياً فأنا كثيراً ما اتوقف في طريقي واتسائل.. لماذا لا اتقدم في حياتي الروحية؟؟ لماذا ثمار خدمتي لا تليق برب الخدمة؟؟ ألف لماذا ولماذا ولا اجابة..

حتى وجدت ان الاجابة تكمن في كلمة واحدة.. لمن اعمل؟؟ لله ام لنفسي ؟؟ تمضي الايام مكتفياً بشهوات كثيرة.. وثمار زائفة.. ذات وكرامة.. مكانة واثبات وجود.. اهواء شخصية واغراض أرضية.. راحة وركب مرتخية.. منظر احافظ عليه جيداً فوق اي شيء..

انني مثل الابن الضال.. الذي يشبعه طعام الخنازير ولم يقرر بعد العودة لحضن ابيه حيث الشبع الحقيقي…

يا يسوع, لا أريد ان يكون لي صورة التقوى وأنا لا اعرفها…  يا رب, متى تصير انت شهوتي الوحيدة ورغبتي الأكيدة؟؟ سئمت الثمار الجافة والحلول الوسط وأشباه الخطايا وأشباه الفضائل وكلام المبادىء ولا حياة… لاْنه حيث لا توجد حياة يوجد موت…

يا يسوع اهزم الموت داخلي واقمني في محبتك.. اغلبني بحبّك و كن ميناء سلامتي… أريد أن أحارب من أجلك بقية عمري.


ان هذه القصة الصغيرة ما هي الا عبرة للكثير من الذين يسلمون يسوع كل يوم تماما مثل يهوذا الاسخريوطي، بل بأقل ثمن لا يمكن ان نعبد الله والمال: "اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله" ان ارادة الله هي ان نتبعه بالحب ونعبده بالحب ونصلي بالحب ان المحبة هي الله والله هو المحبة فلا يمكن ان نعبد المحبة ونعبد المال والمادة وقصه هذا الراهب ما هي الا قصه للكثيرين ممن يبدلون ايمانهم لمصالح شخصيه ومادية ويقطعون علاقتهم بالله جريا وراء شهوات الحياة فتتحول حياتهم للعبة خشبية يحركها الشيطان كما يشاء وعند الضيق يتساءلون اين الله ولماذا لا يساعدنا وهنا تكون الاجابه: لن يتغير حالكم طالما تغريكم شهوة الدنانير صلوا حتى لا تقعوا في التجارب واكتفوا بالله وبحب الله فمن ليس له الله ماذا له؟ ومن له الله فماذا ينقصه؟ (الله يكفيني)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق