من منا لم يسمع عن قصص كليلة ودمنة
، من منا لم يستمتع بقراءتها او سماعها ، اليوم نقدم لكم أول قصة من قصص
كليلة ودمنة في كتاب منفصل ملون بالصور للأطفال .كتاب كليلة ودمنة اللفه الفيلسوف الهندي بيدبا وترجمه
للعربية ابن المقفع ،كليلة ودمنة هو كتاب هادف فهو ليس مجرد سرد لحكايات
تشتمل على خرافات حيوانية بل هو كتاب يهدف إلى النصح الخلقي والإصلاح
الاجتماعي والتوجيه السياسي فباب الفحص عن أمر دمنة يتناول موضوع عبثية محاولات المجرم للتهرب من وجه العدالة وأنه لا بد أن
ينال قصاصه العادل كما يتناول هذا الباب واجبات السلطة القضائية وباب
الحمامة المطوقة الذي يدعو إلى التعاون وباب الأسد والثور يكشف عن خفايا
السياسة الداخلية في الدولة وصراع السياسيين وتنافسهم ويقدم باب ايلاذ
وبلاذ وايراخت توجيهات في أصول الحكم ويتناول باب البوم والغربان وباب
الجرذ والسنور السياسة الخارجية ويقدم التوجيهات في هذا المجال وتقدم
أبواب القرد والغيلم، الناسك وابن عرس، الأسد وابن آوى، اللبؤة والأسوار
والشغبر، الناسك والضيف، الحمامة والثعلب ومالك الحزين عظات أخلاقية فردية
متنوعة المواضيع.
( ماذا يفعل هؤلاء في الكنيسة ) قلتها لأمين الخدمة غاضبا وثائرا ، أما
هو فنظر إلي بنظرة عتاب ولكنها مملوءة محبة وقال لي : كيف تقول هكذا على
الخدام الذين يخدمون معك ويتعبون كما تتعب أنت أيضا في خدمتك.
قلت له : شتان الفرق بيني وبينهم ، إنني عندما أتكلم أو أعظ ، أكون مستعدا
تماما للكلمة وأصلي كثيرا قبلها وأقرأ أكثر من كتاب في الموضوع الذي
سأتناوله ، وأدرك تماما ما الذي أقوله ، وليس كهؤلاء الخدام الذين يقومون
بخدمة الكلمة والوعظ من معلوماتهم الشخصية ، ويا ليت عندهم أصلا معلومات و
عندما يقف أحدهم للصلاة يرتبك ولا يدرك كيف يصلي و يخطئ في عدد مرات
كيرياليسون.
إنني أتعب في الخدمة ، أبذل كل جهدي لإصلاح الخدمة ، وهؤلاء الخدام يضيعون
تعبي هباء ، إنني أبحث عن المخدومين في الافتقاد وأكلمهم أسبوعيا
بالتليفون للتأكيد على موعد الخدمة و أتعب نفسي في تحضير الدروس و لا أنسى
خدمة كل ولد خدمة فردية ، كل هذا أفعله دون أي مساعدة من أي خادم آخر ،
إني أحمل كل تعب الخدمة على كاهلي دون أن يساعدني أحد ، ومع ذلك لست أعترض
، ولكني أعترض على إفسادهم لعملي و على عدم تركيزهم في الخدمة ، أخشى أن
أقول لك : إنك لو سألت أحد الخدام عن الموضوع الذي تحدث عنة آخر مرة ، فلن
يذكره.
قال لي أمين الخدمة: لن أرد على كل هذه الاتهامات الموجهة ضد أخوتك الخدام
، ولكني أقول لك : إن الله الذي سمح لأخوتك الخدام بخدمته ، هو القادر أن
ينبههم ويساعدهم ويقويهم ويعينهم على خدمته ، وهو الوحيد الذي يقرر
استمرارهم في الخدمة من عدمه.
و انتهى النقاش عند هذا الحد و لكني لم أكن مقتنعا بوجهة نظره ، فتشتت
الخادم في خدمته وعدم تركيزه مع أولاده من أكثر الأشياء التي تهدم الخدمة ،
رجعت بيتي و تعشيت وذهبت لكي أنام ولكن تنبهت إنني لم أصل صلاة النوم و
لكنني مرهق ولا أقدر على التركيز في الصلاة ، فقررت أن أصلي تحليل النوم
وأذهب لأنام فورا فوقفت وأمسكت الصليب بيدي و رشمت الصليب قائلا :
( باسم الآب والابن والروح القدس ، الله الواحد آمين ، يارب بارك على هذا الطعام كما باركت على الخمس خبزات والسمكتين و….. )
و اختنقت العبارة في حلقي ، ماذا أقول ، المفروض إني أصلي صلاة النوم و
إذا بي أردد الصلاة التي أقولها قبل الأكل ، ماذا أصابني ؟ وأنا الذي كنت
أتهم الخدام بعدم التركيز و قصور المعلومات وعدم تقديرهم لمسئولية الخدمة و
أنا لا أستطيع أن أجمع أفكاري وأصلي وأخذت أدين هذا وذاك و أتكلم عن فلان
وعلان.
يا إلهي اغفر لي ، سامحني على إدانتي لأخوتي الخدام الذين يخدمون في
كنيستك ، لقد أعطتني اليوم درسا شديدا يا إلهي ولكنه أيقظني من سباتي ،
لقد نبهتني أن لكل إنسان أخطاء و هفوات سواء كان خادما أم مخدوما وأنت
برحمتك و عطفك تساعده على التغلب عليها وتقويه وتلفت نظره للجانب الجيد
الذي فيه وتتأنى عليه ، ولكني كنت أنظر للجانب السيئ وأدين خدامك ، فعلا
لقد كان أمين خدمتي على حق ، أنت تسامح وتتمهل وتعطي فرصة وأنا أدين و أغضب
وأتحجج بحرصي على الخدمة وبدلا من تشجيع الخدام ومساعدتهم تركت الخدمة و
أخذت أدين.
يا لبشاعة هذه الخطية يا إلهي ، لقد صدق بولس عندما قال: لذلك أنت بلا عذر
أيها الإنسان كل من يدين ، فعلا يا إلهي إنك قد تلتمس لي الأعذار في أي
خطية ولكنك لن تجد لي عذرا في إدانتي لأخوتي ، فالإدانة معناها إني أخذت
مكانك يا سيدي ، لقد جلست على كرسيك و أخذت أدين الناس وكأنني نسيت قولك :
من كان منكم بلا خطية ، فليرمها أولا بحجر.
ساعدني يا إلهي على الانتصار على هذه الخطية التي دخلت إلي وأخذت تسير في
داخلي ، ساعدني أن أنتصر على الإدانة ، إدانة القول و إدانة الفكر ، فقد
لا أتكلم على أحد ولكن بداخلي أدينه وأجد نفسي أفضل منه.
ولكني سألتفت لأخطائي وآثامي و سأنسى الإدانة وأتذكر خطاياي وأحاول أن أقوم وأنتصر عليها.