الخميس، 7 أغسطس 2014

عندما يتوقف البدال

عندما يتوقف البدال







صادقتُ دراجتي في صباي ، أصبحت رفيقتي في طرقي ، إعتدنا أحدنا الآخر ، و مع مرور الزمن و نمو العشرة ، إستطعت أن أتوقع تصرفاتها ... فعند إنحنائي بزاوية أكبر مما إعتدنا عليها يسقط كلانا ، صرت أعرف أين و متى ستقف عندما يتوقف البدال.
إعتدت إن لا أستخدم الفرامل بل أجعل البدال يتوقف في المكان و الزمن المعين .. بعدها تستمر الدراجة في التقدم في نفس الإتجاه مع تباطئ في السرعة قد لا يكون ملحوظًا و أستمر هكذا إلى أن تتوقف الدراجة تمامًا في المكان الذي كنت أنوي التوقف عنده .. كنت أفعل هذا نتيجة عشرتي مع دراجتي و معتمدًا على قانون حركي يسمى "القصور الذاتي"
و اليوم أرى دراجات كثيرة مستمرة في التقدم و في نفس الإتجاه لكن بعدما توقف البدال عن الحركة .. و السرعة تنخفض إلى تصبح صفر حينها ستتوقف الدراجة.
يظن المشاهد و راكب تلك الدراجة إنها تتحرك و ربما في الإتجاه الصحيح و لكن البدال قد توقف عن الحركة ... لا توجد قوة دافعة .. المشهد لم يتغير كثيرًا فقط توقف البدال ... لقد تكرر المشهد قديما مع شعب الرب ... نفس الجنود و الكهنة و الشعب ،صوت الأبواق لم يختلف بل ربما كانت الأبواق نفسها ، الهتاف نفسه بل ربما أعلى و تابوت عهد الرب سر القوة ، نعم هكذا تُكسب الحرب مع الأعداء .. لقد كرروا المشهد .. لكن بعدما توقف البدال .. لم تعد هناك قوة دافعة ، لم يعد الرب يترأى في شيلوه
لم يرجع التابوت و هكذا جزء من الشعب... لقد كسر الشعب و كذلك الصورة التي رسموها للإنتصار ، لقد كرروا نفس وصفة النجاح ، أحضروا كل شئ رددوا نفس الهتافات .. و لكن لم يكن الله موجودًا فهم لم يطلبوه و لم يعتمدوا عليه.
الله لا يتغير .. و لكنه جديد دائما في طرقه ، أربع مرات يعبر مانع مائي في الكتاب المقدس و كل مرة بطريقة مختلفة ، مرة يضرب بعصا أو برداء ، مرة تتوقف المياه عندما تقف أقدام الكهنة فيها بينما بطرس يسير فوقها ، الله لا يكرر طرقه مع شعبه فهو يملك الجديد دائمًا إن كنّا نملك نحن الإيمان.
يا من تنظر لنهضات النصف الثاني من القرن الماضي على إنها نموذج يحتذى به و هدفًا تدفع الشباب لتكراره ، لن نكرر المشهد بدون وجود حضور الله ، و إن حضر حتمًا سيكون لديه طريقة مختلفة للنهضة إن كنا نؤمن أن له طرقه الجديدة دائمًا.
سير العجلة للأمام لا يعني دائمًا أن البدال يعمل ، قد يخدعنا القصور الذاتي ، لقد حان الوقت لنترك الصور الأبيض و الأسود القديمة و ننظر إلى السماء حيث الله ، لقد حان وقت تحريك الركب المتيبسة لتدوير بدال متوقف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق