السبت، 21 فبراير 2015

ليس حب أعظم من هذا

ليس حب أعظم من هذا

ترويها صاحبة القصه (ام الطفله) فتقول :





كعادتي .. بالرغم من ان اليوم هو يوم أجازتي ,صغيرتي مريم كذلك اعتادت على الاستيقاظ مبكرا, كنت اجلس في مكتبي مشغولة بكتبي واوراقي.



· ماما ماذا تكتبين ؟
· اكتب رسالة الى الله
· هل تسمحين لي بقراءتها ماما ؟؟
· لا حبيبتي , هذه رسائلي الخاصة ولا احب ان يقرأها احد.

خرجت مريم من مكتبي وهي حزينة, لكنها اعتادت على ذلك , فرفضي لها كان باستمرار.. مر على الموضوع عدة اسابيع , ذهبت الى غرفة مريم و لاول مرة ترتبك مريم لدخولي... يا ترى لماذا هي مرتبكة؟

مريم ماذا تكتبين؟


· زاد ارتباكها .. وردت: لا شئ ماما , انها اوراقي الخاصة..
ترى ما الذي تكتبه ابنة التاسعة وتخشى ان اراه؟!!
· اكتب رسائل الى الله كما تفعلين..
· قطعت كلامها فجأة وقالت: ولكن هل يتحقق كل ما نكتبه ماما؟
· طبعا يا ابنتي فإن الله يعلم كل شئ..

لم تسمح لي بقراءة ما كتبت , فخرجت من غرفتها واتجهت الى زوجى كي اقرأ له الجرائد كالعادة , كنت اقرأ الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي , فلاحظ زوجي شرودي .. ظن بأنه سبب حزني .. فحاول اقناعي بأن اجلب له ممرضة .. كي تخفف علي هذا العبء.. يا الهي لم ارد ان يفكر هكذا..حضنت رأسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من اجلي انا وابنته مريم, واليوم يحسبني سأحزن من اجل ذلك.. واوضحت له سبب حزني وشرودي...


ذهبت مريم الى المدرسة, وعندما عادت كان الطبيب في البيت فهرعت لترى والدها المقعد وجلست بقربه تواسيه بمداعباتها وهمساتها الحنونة. وضح لي الطبيب سوء حالة زوجى وانصرف, تناسيت ان مريم ما تزال طفلة , ودون رحمة صارحتها ان الطبيب اكد لي ان قلب والدها الكبير الذي يحمل لها كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وانه لن يعيش لأكثر من ثلاث اسابيع , انهارت مريم زظلت تبكي وتردد:


لماذا يحصل كل هذا لبابا ؟ لماذا؟
ادعي له بالشفاء يا مريم, يجب ان تتحلي بالشجاعة , ولا تنسي رحمة الله انه القادر على كل شئ.. فانتي ابنته الكبيرة والوحيدة.
أنصتت مريم الى امها ونست حزنها , وداست على ألمها وتشجعت وقالت :لن يموت أبي .


في كل صباح تقبل مريم خد والدها الدافئ , ولكنها اليوم عندما قبلته نظرت اليه بحنان وتوسل وقالت : ليتك توصلني يوما مثل صديقاتي . غمرة حزن شديد فحاول اخفاءه وقال: ان شاء الله سياتي يوما واوصلك فيه يا مريم .... وهو واثق ان اعاقته لن تكمل فرحة ابنته الصغيرة..



اوصلت مريم الى المدرسة , وعندما عدت الى البيت , غمرني فضول لأرى الرسائل التي تكتبها مريم الى الله , بحثت في مكتبها ولم اجد اي شئ.. وبعد بحث طويل .. لا جدوى .. ترى اين هي ؟!! ترى هل تمزقها بعد كتابتها؟ ربما يكون هنا .. لطالما احبت مريم هذا الصندوق, طلبته مني مرارا فأفرغت ما فيه واعطيتها الصندوق .. يا الهي انه يحوي رسائل كثيرة ... وكلها الى الله!




يا رب ... يا رب ... يموت كلب جارنا سعيد , لأنه يخيفني!!





يا رب ... قطتنا تلد قطط كثيرة .. لتعوضها هن قططها التي ماتت!!!

يا رب ... ينجح ابن خالتي يوسف, لاني احبه !!!





يا رب ... تكبر ازهار بيتنا بسرعة , لأقطف كل يوم زهرة واعطيها معلمتي!!!





والكثير من الرسائل الاخرى وكلها بريئة... من اطرف الرسائل التي قرأتها هي التي تقول فيها :





يا رب ... يا رب ... كبر عقل خادمتنا , لأنها ارهقت امي ..





يا الهي كل الرسائل مستجابة , لقد مات كلب جارنا منذ اكثر من اسبوع , قطتنا اصبح لديها صغارا , ونجح يوسف بتفوق, كبرت الازهار , مريم تاخذ كل يوم


زهرة الى معلمتها ... يا الهي لماذا لم تدعوا مريم ليشفى والدها ويرتاح من عاهته ؟؟!! .... شردت كثيرا ليتها تدعوا له ..
ولم يقطع هذا الشرود الا رنين الهاتف المزعج , ردت الخادمة ونادتني : سيدتي المدرسة ...



المدرسة !! ... ما بها مريم ؟؟ هل فعلت شئ؟ اخبرتني ان مريم وقعت من الدور الرابع هي في طريقها الى منزل معلمتها الغائبة لتعطيها الزهرة .. وهي تطل من الشرفة ... وقعت الزهرة ... ووقعت مريم ... كانت الصدمة قوية جدا لم اتحملها انا ولا زوجي... ومن شدة صدمته اصابه شلل في لسانه في لسانه فمن يومها لا يستطيع الكلام ..


لماذا ماتت مريم ؟ لا استطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة... كنت اخدع نفسي كل يوم بالذهاب الى مدرستها كأني اوصلها , كنت افعل كل شئ صغيرتي كانت تحبه , كل زاوية في البيت تذكرني بها , اتذكر رنين ضحكاتها التي كانت تملأ علينا البيت بالحياة ... مرت سنوات على وفاتها, وكأنه اليوم ...



في صباح يوم الجمعة اتت الخادمة وهي فزعة وتقول انها سمعت صوت صادر من غرفة مريم... يا الهي هل يعقل ريم عادت ؟؟ هذا جنون ...



انت تتخيلين ... لم تطأ قدم هذه الغرفة منذ ان ماتت مريم.. اصر زوجى على ان اذهب وارى ماذا هناك.. وضعت المفتاح في الباب وانقبض قلبي ... فتحت الباب فلم اتمالك نفسي .. جلست ابكي وابكي ... ورميت نفسي على سريرها , انه يهتز .. آه تذكرت قالت لي مرارا انه يهتز ويصدر صوتا عندما تتحرك , ونسيت ان اجلب النجار كي يصلحه لها ... ولكن لا فائدة الآن ... لكن ما الذي اصدر الصوت .. نعم انه صوت وقوع اللوحة التي زينت بها حجرتها وحين رفعتها كي اعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلفه يا الهي انها احدى الرسائل ..... يا ترى , ما الذي كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات .. ولماذا وضعتها مريم خلف اللوحه.. إنها احدى الرسائل التي كانت تكتبها مريم الى الله ـ كان مكتوب :


يا رب ... يا رب ... اموت انا ويعيش بابا ...
لأنه ليس حب أعظم من هذا أن يبذل أحد نفسه عن أحبائه




قصة أخرى


«ليس لأحد حُبٌّ أعظم من هذا أن يضع أحدٌ نفسه لأجل أحبائه» (يو 15: 13).


+ «فإنه بالجَهْد يموت أحدٌ لأجل بارٍّ. ربما لأجل الصالح يَجْسُر أحدٌ أيضاً أن يموت. ولكن الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعدُ خطاةٌ مات المسيح لأجلنا» (رو 5: 8،7).
كان يوماً هادئاً في كوريا. وفي وادٍ صغير، كان يقوم مبنى خشبي صغير ذو سقف معدني مموَّج. هذا المبنى كان داراً للأيتام يضمُّ أطفالاً صغاراً كثيرين،
كانوا قد فقدوا والديهم في الحرب الكورية. وفجأة شقَّ هذا الهدوء صوت قذيفة مدفع مورتار سقطت فوق سقف البيت واخترقته. وتناثر السقف المعدني بسبب الانفجار قطعاً قطعاً تناثرت داخل المبنى مِمَّا أصاب أطفال الدار بإصابات شتَّى.
ومن بين مَن أُصيبوا كانت فتاة صغيرة أصابتها قطعة معدنية في ساقها مِمَّا تسبَّب في كسرها تحت الرُّكبة. وظلَّت مُلقاة وسط أنقاض دار الأيتام إلى أن عثروا عليها. وفي الحال ضمَّدوا الجرح منعاً لمزيد من نزيف الدم، وأرسلوا بسرعة إلى مستشفى الجيش الأمريكي يسألون المعونة الطبية العاجلة للأطفال المصابين.
وحينما وصل الأطباء والممرضات، بدأوا يفحصون الأطفال الجرحى المحتاجين عاجلاً للعلاج. وحينما رأى الطبيب الفتاة الصغيرة، تحقَّق أن احتياجها العاجل الآن هو إلى نقل الدم. فطلب في الحال ملفات الأطفال بدار الأيتام لعلَّه يجد مَن يكون نوع فصيلة دمه مطابقاً لفصيلة دم هذه الفتاة المُصابة.
وبدأت إحدى الممرضات التي تعرف القراءة والتكلُّم باللغة الكورية تُنادي على الأطفال الذين تصلح فصيلة دمهم لنقلها إلى هذه الفتاة الصغيرة.
وبعد دقائق قليلة تجمَّع عدد من الأطفال وهم مشدوهون من هول المنظر، وتكلَّم الطبيب مع الأطفال بينما كانت الممرضة تُترجم:
- ”هل يمكن أن يتبرَّع واحدٌ منكم بدمه لهذه الفتاة الصغيرة“؟

وكان الأطفال ينظرون إليه وهم مشدوهون دون أن ينبسُوا ببِنت شفة. وكرر الطبيب الرجاء: - ”إذا سمحتم، فلْيُعطِ أيٌّ منكم دمه لهذه الفتاة الصغيرة، لأنه إذا لم يُعْطِها أحدٌ دمه، فالفتاة سوف تموت“!
وأخيراً رفع صبي، كان يجلس في المؤخِّرة، يده بالموافقة. فأخذته الممرضة إلى السرير ليرقد عليه حتى تُجهِّزه لنقل دمه.
وحينما طلبتْ منه الممرضة أن يمدَّ ذراعه لكي تُعقِّم جلده، بدأ الصبي ينشج بالبكاء. فقالت له: - ”اهدأ، فلن يؤلمك شيء“.
وحينما أمسك الطبيب بذراعه وأَدْخَلَ الإبرة، بدأ الصبي يصرخ. فسأله الطبيب:
- ”هل آلمتك الإبرة“؟
لكن الصبي ازداد صراخاً وعلا صوته. وهنا قال الطبيب لنفسه: ”لعلِّي آلمتُه“. وحاول أن يُخفِّف من ألمه ويُطيِّب خاطره، ولكن بلا فائدة.
وأخيراً، وكأن وقتاً طويلاً قد مضى، تمَّ سحب الدم، وأخرج الطبيب الإبرة من ذراع الصبي. ولكن الصبي ظل مستلقياً وهو يجهش بالبكاء لدقائق قليلة.
وبعد أن نقلوا الدم إلى الفتاة الجريحة، وبدأت حالتها تستقر، كان الطبيب شغوفاً بمعرفة حال الصبي الذي أُخذ منه الدم. فاصطحب معه الممرضة التي تتكلَّم باللغة الكورية إلى هذا الصبي الصغير وسأله:
- ”هل آلمتك الإبرة“؟

فردَّ الصبي:
- ”لا، لم تؤلمني“!
فسأله الطبيب:
- ”ولكن لماذا كنتَ تصرخ، إذن“؟
فردَّ عليه الصبي والدموع في عينيه:
- ”لأني كنتُ أظن أني سأموت إذا نُقِلَ مني كل الدم“. ولم يدرِ الطبيب بماذا يُجيبه! ولكنه سأله:

- ”ولكن إن كنتَ تظن أنك ستموت، فلماذا وافقتَ على أن تُعطيها دمك“؟ فردَّ الصبي عليه، ببراءة الطفولة، والدموع تسيل على وجنتيه:
- ”لأنها هي أختي في الدار، وأنا أحبُّها“!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق