السبت، 5 أبريل 2014

كيف يقضى الراهب يومه


كيف يقضى الراهب يومه

هذا السؤال الهام والخطير كان منذ نشأة الرهبنة وحتى الآن ومازال يتردد على أفواه الكثيرين : كيف يقضى الراهب يومه أو كيف يجيز يومه ؟
يتردد هذا السؤال غالباً على ألسنة عدة فئات من الناس :
1 – الرهبان المبتدئون الداخلون إلى الرهبنة بأمانة قلبية وحمية روحية يريدون السلوك الرهبانى على أسلم الطرق وأصح التدابير .
2 – الشبان الذين يودون الدخول والإنتظام فى سلك الرهبنة حتى يقيسوا قدراتهم الروحية وهل عندهم الإمكانيات اللازمة لهذه الحياة العالية لئلا يزجوا بأنفسهم فيها دون دعوة الهية أو إستعداد نفسى فيكون الفشل وهذه كانت حالتى أنا شخصياً قبل الدخول فى الرهبنة ، كنت اتشوق لقراءة الكتب الرهبانية والتهمتها التهاماً وعندما كان يقع فى يدى كتاب رهبانى أول ما يعنينى فيه وأول ما أقرأه فيه هو الفصل أو الفصول التى تتكلم أو تشير إلى كيف يقضى الراهب يومه فى قلايته أو داخل الدير خصوصاً أننى لم أكن قد زرت قبل ذلك الأديرة ولا أطلعت على حياة الرهبان على الطبيعة .
3 – الباحثون فى شئون الرهبنة من العلماء والمفكرين لكتابة أبحاثهم ودراستهم .
4 – عامة الشعب : كنوع من حب الإستطلاع حيث أن حياة الرهبنة رغم إنفتاح الأديرة على العالم وكثرة الزائرين من العالم للأديرة مازالت مجهولة من الكثيرين وغامضة او سرية على غالبية الناس .
وكان الآباء الشيوخ يجيبون على هذا السؤال الهام كل بطريقته الخاصة حسبما اختبر هو فى حياته الروحية أو حسبما أستلم من آباء الرهبنة العظام المعتبرين أعمدة .
فنرى الأنبا بيمن مثلاً يقول : ثلاثة أعمال رأيناها لأنبا بيموا : صوم إلى المساء كل يوم وصمت دائم مع عمل اليدين .
ونحاول هنا أن نجمع بعض إجابات الأباء عن هذا السؤال حتى نستطيع بنعمة الله أن نكون فكرة ولو باهتة عن طريقة حياتهم وكيفية قضاء أوقاتهم فيما يرضى الله ، ثم بعد ذلك نحاول أن نقتفى آثارهم ونتلمس طريقهم حتى نسير فيه وفى ذلك يقول أرميا النبى : " هكذا قال الرب : قفوا على الطرق وأنظروا وأسألوا عن السبل القديمة أين هو الطريق الصالح وسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم " ( أر 6 : 16 )
وإذا سرنا فى تلك الطرق القديمة الآبائية سنجدها طرقاً معبدة مضمونة واضحة توصلنا إلى الراحة الأبدية فى ملكوت ربنا .
فى الأمور العملبة يبحث الناس عادة عن أحدث النظريات العلمية وأخر الإختراعات والإنجازات فهى الأحسن دائماً ، أما فى الحياة الروحية والنسكية والكنسية عامة نحاول أن نبحث عن أقدم الأقوال وأقدم التدابير وأقدم النصوص وأقدم الطقوس فهى الأصح دائماً .

وهاهى بعض أقوال الآباء القدامى فى هذا الموضوع :
+ فحينما أجتمع الآباء العظام فى مجلس خلاصى ليضعوا القوانين الازمة ليسير عليها الرهبان ويلتزموا بها تحدث الأنبا بفنوتيوس وقال : " يجب على الأخوة أن يتبعوا النظام الذى سأمليه الآن فى أعمالهم اليومية فيتفرغون للأعمال التقوية من الساعة التاسعة ( 3 بعد الظهر ) يقومون بعمل ما يأمرهم به الرئيس ، ويؤدونه بخضوع ودون تملل كما يوصى القديس بولس الرسول " أفعلوا كل شىء بلا دمدمة ولا مجادلة " إذ يجب أن يخافوا ذلك التهديد المخيف لهذا الرسول الذى يقول " لا تتذمروا أيضاً كما تذمر أناس منهم فأهلكهم المهلك "
+ وللقديس العظيم برصنوفيوس إجابات مفيدة عن هذا السؤال :
س : كيف ينبغى أن أقضى يومى ؟
جـ : أقرأ فى المزامير قليلاً ، وأحفظ منها قليلاً وفتش أفكارك قليلاً ولا تجعل ذاتك تحت رباط قانون ، ولكن أعمل بقدر ما قواك الله على عمله ، ولا تترك تلاوة المزامير والقراءة قليلاً قليلاً وهكذا يمكنك أن تقضى يومك برضاة الله لأن آبائنا لم يكن لهم قوانين ساعات بل كانوا يجتازون اليوم كله فى القراءة وقتاً وفى تلاوة المزامير وقتاً وفى تعلم حاجات طعماهم وقتاً اخر ... وهكذا
+ وأعطى هذا القديس أيضاً نموذجاً آخر لقضاء يوم الراهب فى قلايته فقال : " أقض بعض الوقت فى الأبصلمودية وبعض الوقت فى تلاوة المزامير وبعض الوقت فى فحص وحراسة الأفكار ولا تضع لنفسك حداً فى الأبصلمودية والصلوات الأرتجالية بل أعمل بقدر ما يعطيك الله من قوة لا تهمل القراءة والصلاة الداخلية . أفعل قليلاً من ذلك وهكذا أقض يومك بطريقة ترضى الله .
أباؤنا الذين كانوا كاملين لم يكن لهم قانون قاطع جاف ، بل كانوا يقضون كل اليوم بأتباع قوانينهم . قليل ابصلمودية ، وقليل تلاوة صلوات بصوت عإلى ، قليل فحص افكار ، وقليل إهتمام بالطعام وكانوا يعملون كل هذا فى خوف الله لأنه قيل " فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئاً فأفعلوا كل شىء لمجد الله " ( 1 كو 10 : 31 )
س : إذا سكن الأنسان ( عاش فى السكون ) فما هى الحال التى ينبغى أن يكون عليها فى القلاية ؟
أجاب القديس برصنوفيوس : " الجلوس فى القلاية هو أن يتذكر الراهب خطاياه وينوح ويبكى من أجلها ويتحرز أن لا يسبى عقله وإن سبى فليجاهد أن يرده "

+ أما القديس فيلوكسينوس فيحدد تدابير القلاية بالوقت والساعة زيادة فى الإيضاح فيقول :
إذا جاء الصباح فليغسل الراهب يديه ويصنع سجدة أمام الصليب ليجمع أفكاره من الطياشة ويحمى قلبه بنار محبة ربنا ويتخشع لربنا بدموع وحرقة ( ثم يصلى صلاة قصيرة قبل قراءة الكتاب المقدس ) قائلاً يا الله أجعلنى مستحقاً أن يتنعم ذهنى بإفهام اسرار ابنك الحبيب الوحيد يا ربنا أكشف غطاء الأوجاع المسدول على وجه عقلى وأشرق نورك الطاهر فى قلبى ليدخل ذهنى لأنظر بعين نفسى النيرة الأسرار الطاهرة المخيفة فى بشارتك . أعطنى نعمتك واجعلنى مستحقاً برحمتك أن لا يذهب ذكرك من قلبى ليلاً أو نهاراً بعد ذلك يأخذ الإنجيل ويقرأ منه .
فإذا قرأت فى الأنجيل ايها الأخ النشيط وتأخذ منه تلك البركة التى تطهر نفسك . أقرأ فى رسائل بولس الرسول وأعمال الرسل حتى تأتى الساعة الثالثة .
+ إذا جاءت الساعة الثالثة قف أمام الصليب و أجمع أفكارك من فهم القراءة التى قرأت وأصنع مطانية وتخشع لربنا بوجع ودموع ليعطيك فهم تزمير الطوبانى داود ، وإذا ابتدأت بصلاة المزامير فلا تتعجل على كثرة المزامير بل على فحص الفهم المخفى فيها إذ ليس فى ذلك خسارة إذا أشتغل العقل بكلمة واحدة سبعة أيام وسبع ليال لأنه قد قيل لآبائنا القديسين " أن كلمة واحدة فى القرب أخير من ألف كلمة فى البعد " فى خدمتك وصلاتك أجعل عقلك يرتل بفهم المزامير وفمك ينطق حسياً ( بالكلمات ) .
+ إذا أكملت صلاة الساعة الثالثة مثل القانون والعادة التى وضعها آباؤنا خذ كتاب الآباء وأقرأ فيه إلى الساعة السادسة وأياك أن تبطل ذهنك عن هذيذ الإفهام المعقولة للقراءة .
+ من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة أمل عمل يديك ولا تترك قانون المطانيات وإياك أن تتشره على عمل اليدين وتترك ذاك . ولكن كمل قانون المطانيات مع العمل لأن آباءنا الروحانيين يحسبون عمل اليدين الذى يعمله الأخ بمخافة الله فى القلاية كمثل أحد الفضائل بحيث لا يتشره عليها تلك التى هى أم جميع الشرور .
وآباؤنا الروحانيون جعلوا عمل اليدين مثل قانون محدود وحسبوه كأحد الفضائل
لسببين :

الأول : لأنه يخفف عن الأخ الثقل ( الضجر والملل ) إذا جاء عليه مثلما حدث للطوبانى انطونيوس فى البرية ...
الثانى : من عمل يديه يعد قوته ويعطى أيضاً منه صدقة لآخرين لئلا يجد مجالاً للخروج من قلايته من أجل العوز فيسبب له ذلك إقتناء الدالة مع العلمانيين فيحرم من الجلوس فى هدوء القلاية فيكون من ذلك سقطة ليس لها قيام .
+ من الساعة التاسعة إلى المساء فليهتم الراهب بقوته كما قال آباؤنا الروحانيون بذكر الله من كل القلب مع قانون المطانيات . + إذا بلغ المساء فقم بأهتمام قلب ويقظة أفكار تامة وارفع الشكر لله على حسن إنعامه لك طول النهار وليكن لك تحفظ بأفكارك فى هذه الساعة أكثر من كل الساعات الأخرى لأن محرقة المساء التامة كانت مقبولة عند الله أكثر من كل ذبائح الناموس ، كما أن داود الطوبانى قال رفع يدى ليقبل أمامك مثل ذبيحة مسائية .
+ إذا خدمت خدمة المساء مثل العادة فضع المائدة أمام الصليب وأرفع الشكر لله وليأخذ جسدك قوتاً محسوساً ولتتقوت نفسك قوتاً روحانياً وأنظر لئلا تمنع نفسك من قوت الروح بسبب القوت المحسوس وليكن قوتك متضعاً غير مصنوع بأطعمة كثيرة ولا تعطى جسدك قوتاً زائداً بسبب أعداء الليل .
+ إذا أخذت القوت مثل العادة فكمل القانون الذى بعد المائدة مثلما وضع الآباء القديسون .
+ أجز الليل كله بسهر ويقظة الجسد والنفس ولتقسمه ثلاثة أجزاء :
واحد : للمزامير . والثانى : للقراءة الثالث : للتسبيحات الشجية الحلوة الموضوعة بالروح القدس لتكون لك تعزية طول الليل .
فالراهب الذى يسهر من العشاء إلى الصباح بيقظة الضمير يشبه ملائكة النور الذين يقدسون دائماً بسر التقديس المثلث الذى للعالم الجديد .
أنظر ايها الأخ العمال لا تبطل من تلك السبع صلوات الموضوعة بواسطة آبائنا القديسين من أجل حفظ حياتنا إلا بسبب المرض لئلا تسلم لأيدى الشياطين لأن ملازمة جلوس القلاية يتطلب منك إكمال تلك الساعات لأن من يتهاون بخدمة الساعات فباطل جلوسه فى القلاية .
+ ويقول القديس نيلس السينائى :
قسم النهار قليل عمل يد ، قليل صلاة ، قليل درس ، وعقلك يهذ ويتأمل . كما يقول فى نصيحة أخرى : ليكن لك هدوء بمعرفة قليل عمل ، وقليل صلاة ، وقليل قراءة مع الصوم إلى المساء كل يوم . وخدمة النهار والليل بخوف الله .
vويقول القديس أشعياء الإسقيطى فى نصائحه للمبتدئين :

إلزم نفسك بأن تصلى فى الليل صلوات كثيرة لأن الصلاة هى ضوء النفس وفى نصيحة مماثلة يقول : " قبل ان تنام أسهر ساعتين مصلياً ومزمراً " + لا تتوان فى صلوات الساعات لئلا تقع فى أيدى أعدائك أجهد نفسك فى تلاوة المزامير فإن ذلك يحفظك من خطية الدنس . + أدرس فى مزاميرك وصل لله بفكرك . + كل مرة واحدة فى النهار وأعط جسدك حاجته بقدر . كذلك سهرك يكون بقدر . أسهر نصف الليل فى الصلاة والنصف الآخر لراحة جسدك . وأصنع قانونك بحرص وإجتهاد . + إذا كنت ساكناً فى قلاية فأجعل طعامك مقدار معيناً ووقتاً معروفاً لا تتعداه لأن خراب النفس هو حب البطن . + إذا قمت باكر كل يوم فقبل أن تقوم بأى عمل أقرأ كلام الله وبعد ذلك إن كان لك عمل فى القلاية فأعمله بهمة ونشاط وإذا جلست فى قلايتك فأهتم بهذه الثلاثة أمور : 1 – أبدأ عمل يديك .
2 – أدرس مزاميرك وصلواتك .
3 – فكر فى نفسك أنه ليس لك شىء فى هذه الدنيا سوى اليوم الذى أنت فيه بذلك لن تخطىء .
يقول مؤلف كتاب"دراسات فى تاريخ الرهبنة والديرية المصرية " ص153 حرص الرهبان على أن يكملوا الصلوات السبع . أما الصلوات الليلية فشملت صلاة الغروب ونصف الليل وباكر . وأدى الرهبان صلاة الغروب وقت مغرب الشمس كما أدوا صلاة النوم قبل أن يركنوا إلى فترة قليلة من النعاس فى النصف الأول من الليل حتى إذا ما أنتصف الليل أستيقظ من نام من الرهبان لتأدية صلاة نصف الليل فكانت صلاة نصف الليل لها أهمية خاصة لأستنادها على قول داوود النبى " فى منتصف الليل أقوم لأحمدك على أحكام برك " (مز119 : 62 ) ومن قصر فيها أعتبر مقصراُ فى شكر الله وحمده
+ عند الفجر يصلى الراهب صلاة باكر ، وحرم على الرهبان النوم بعد صلاة باكر ( كانت تقضى مدة ثلاث ساعات تقريباً فى قراءة الكتاب المقدس والتأمل ) . + الصلوات النهارية : أولهما صلاة الساعة الثالثة وقام بها الراهب بعد مرور ثلاث ساعات من النهار ( 9 صباحاً ) وفيها يتأمل الراهب فى كيفية تألم المسيح ومحاكمته قبل صدور حكم بيلاطس عليه بالموت فى هذه الساعة . + صلاة الساعة السادسة وكان يؤديها الراهب فى منتصف النهار بأعتبار أن هذه الساعة صلب فيها المسيح وشرب كأس الخل وتألم لمرارته . + يختم الراهب صلواته النهارية فى الساعة التاسعة (3بعد الظهر) لأن فى هذه الساعة أسلم المسيح روحه ومات على الصليب من أجل خلاص جنسنا .
ويقول مؤلف كتاب " الرهبنة القبطية فى عصر القديس أنبا مقار " ص362 : " اليوم عند الآباء الرهبان كان يبدأ من بعد منتصف الليل مباشرة وهو يبدأ بخدمة تسبيح صلاة نصف الليل "
فإذا انتهت تسبحة نصف الليل وهى يتحتم أن تنتهى قبل ظهور ضياء الفجر فإن الراهب لا يعود إلى النوم بل يتبع الصلاة بالهذيذ فى الكتاب المقدس حتى يبزغ نور الفجر ( حسب قول المرنم ) " سبق عيناى وقت السحر لألهج فى أقوالك " وذلك تتميماً لوصية الأنبا أنطونيوس الأولى والعظمى "أن تصلى دائماً وترنم بالمزامير قبل النوم وبعد اليقظة من النوم وأن تهذ فى قلبك مقولات الأسفار المقدسة ،فإذا أشرق نور النهار يهب الراهب نشيطاً ليبدأ عملاً من أعماله اليدوية (وهكذا بواسطة ترديد مزمور أو فصل من الكتاب المقدس فى هذه الساعة بمنع الفرصة عن الأفكار الشريرة ) ، أما العمل اليدوى فكان دائماً داخل القلاية ويقوم به الراهب بلا إنقطاع (طول السنة) مع الهذيذ بالمزامير وقطع من الكتاب المقدس بصفة مستمرة أثناء العمل .
فكان الآباء يضعون أمامهم القراية وعليها الكتاب المقدس أو كتاب المزامير وكانت عيونهم طول الوقت لا تكف عن القراءة أثناء عمل الأصابع (لأن صناعة المقاطف سهلة ولا تحتاج كثيراُ من الأنتباه) فكانوا بهذه الطريقة يحفظون كميات هائلة من الأسفار المقدسة بدون أى جهد .
الأستراحة من عمل اليديــــــن ::::::

المعروف عند الأباء الرهبان أن شغل اليد ينتهى ظهراً أى بحلول الساعة السادسة (12ظهراً) فنقرأ فى سيرة أرسانيوس "وكان عادة أرسانيوس أن يستمر فى الضفيرة وخياطتها حتى الساعة السادسة من كل يوم ، وبعد ذلك يترك للراهب أن يأخذ لنفسه راحة تتناسب مع طبيعته .

وجبة الغذاء وفترة الصوم الإنقطاعى اليومـــى :

وقد أجمع الآباء جميعاً على تحديد موعد الوجبة الأولى والوحيدة التى يصرح للراهب أن يأكلها كل 24 ساعة أن تكون الساعة التاسعة من النهار ( الساعة 3 بعد الظهر ) وكان هذا التحديد نتيجة خبرة عملية إنتهى إليها جميع الآباء النساك العمالين بالروح . لذلك لم يكن يسمح للراهب العادى أن يتجاوزها فى التبكير أو التأخير .

صلاة الساعة التاســــــعة :::::

يقرر بالليديوس أن فى الساعة التاسعة كانت تسمع الأبصلمودية بوضوح من كل القلإلى تتردد أصداؤها فى الجبل كله ، ويؤكد كاسيان هذه الحقيقة . إذن فصلاة الساعة التاسعة كان يسبح بها الرهبان قبل ميعاد الأفطار .
النـــــــو م :

بعد صلاة الغروب يخلد الراهب إلى النوم وينام الراهب العادى من الغروب مباشرة حتى ميعاد صلاة الليل فيقوم للخدمة داخل قلايته .
وعن أهمية القلاية للراهب يقول مؤلف كتاب " أصول الحياة الروحية " ص 109 :
+ القلاية حسب تحديد الآباء هى بمثابة أتون الثلاثة فتية حيث كانوا وهم فى وسط النار يحدثون الله ويرتلون ( ويتمتعون بحضوره فى وسطهم فى وسط النار ينديهم نسيم النعمة . نار الجهاد وندى الروح . + ( سميت قلاية لأنها تقلى الراهب أى تحمصه وتزيل مافيه من طراوة ورخاوة ) + ليست القلاية موضع أسترخائنا بل هى موضع ألامنا وأفراحنا وصراخنا إلى الله ، هى موضع حضور الله عندنا وزيارته إلينا لأن الله هكذا يسلك معنا . + القلاية هى علامة الحياة النسكية والزهد وإعتزال العالم علامة الصعود الدائم نحو الله لأنه مكتوب عن الرب يسوع أنه " أنفرد عنهم وأصعد إلى السماء " (لو24 : 51 ) فالانفراد عن الناس يؤهلنا إلى الصعود إلى السماء والتدرج فى سلم الفضائل . + سر كيان الراهب ليس منظوراً ظاهراً بل كائن داخل قلبه وقلايته وهدفه دائماً هو " أنسان القلب الخفى فى (النفس) العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادىء الذى هو قدام الله كثير الثمن " (1بط3 : 4 ) ، حسب قول المرنم " كل مجد أبنة الملك من داخل مشتملة بأطراف موشاة بالذهب مزينة بأشكال كثيرة " ( مز 45 : 13، 14 ) . + الدير دير ( والقلاية قلاية ) إذا كان الراهب يعيش فيها كراهب وليس كأى أمرىء فى أى بيت . + حياة القلاية وحياة الشركة (المجمع) هما مثل جناحين إذا حركهما الراهب بتوافق وأستخدمهما معاً رفعاه سريعاً إلى قمم القداسة . وحسب قول أحد الآباء المعاصرين : القلاية تغذى المجمع والمجمع يغذى القلاية . + القلاية هى خير معلم للتدبير الرهبانى السليم فقد جاء أخ إلى الأنبا موسى الأسود وطلب منه كلمة منفعة فقال له الشيخ : " أمض وأجلس فى قلايتك وسوف تعلمك هى كل شىء "
وأخ أخر نصحه الأنبا أرسانيوس بنفس النصيحة فأطاع . ولما أستمر ثلاثة أيام كما أمره الشيخ ضجر فأخذ قليلاً من الخوص وشققه وبدأ يضفر ولما جاع قال فكره : " لنفرغ من هذا الخوص القليل ثم نأكل ، فلما فرغ من الخوص قال : لنقرأ فى الأنجيل ثم بعد ذلك نأكل ، فلما قرأ قال : لأصلى مزاميرى ثم بعد ذلك أكل بلا هم . وهكذا قليلاُ قليلاُ بمعونة الله كان يفعل حتى رجع إلى سيرته الأولى وأخذ سلطاناً على الأفكار وكان يغلبها .
وبعد كل ماتقدم بما فيه من إختلافات بين تدابير بعض الأباء وبعضهم أستطيع أن أضع تصورى الخاص عن كيفية قضاء الراهب يومه فى قلايته فى عصور الرهبنة الأولى فأقول : + كان اليوم يبدأ عند الأباء الرهبان من بعد نصف الليل مباسرة أما تحديد الساعة بالضبط فهى متغيرة فى الصيف عنها فى الشتاء ، ويحددها كاسيان عموماً بصياح الديك الأول (حوإلى الساعة 12 ) وهكذا يهب الرهبان من نومهم فى هذا الوقت من الليل وكان لسان حالهم يردد مع الرسول " لسنا من ليل ولا ظلمة فلا ننم إذاً كالباقين بل نسهر ونصح " ( 1تس 5 : 5 ، 6 ) وكان الرسول ينفذ قوله هذا عملياً فبينما كان مسجوناً مع زميله فى الخدمة الرسولية سيلا الرسول فى سجن فيلبى وقد ألقاهماالسجان فى السجن الداخلى وضبط أرجلهما فى المقطرة " ونحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله والمسجونون يسمعونهما " (أع 16 : 25 ) وكان من نتيجة هذه الصلاة القوية أن " فحدث بغتة زلزلة عظيمة حتى تزعزعت أساسات السجن فأنفتحت فى الحال الأبواب كلها وأنفكت قيود الجميع " ( أع 16 : 26 ) .

+ يبدأ الراهب يومه بصلاة نصف الليل حسب قول المرنم " فى منتصف الليل أقوم لأحمدك على أحكام برك " ( مز 119 : 62 ) + يتبعها بصلاة السحر التى سميت بعد ذلك بصلاة باكر بحيث ينتهى من صلاة باكر حوإلى الساعة 6 صباحاً . + بعد ذلك يعمل قانون مطنياته بأنسحاق وتذلل . + يقرأ فى الكتاب المقدس قانونه اليومى من العهدين العتيق والحديث بأنتباه وتأمل وكان يخصص يوم الأحد للقراءة فى العهد الجديد فقط . + بعد ذلك يبدأ فى عمل داخل القلاية ويستمر فيه حتى الساعة السادسة ( 12 ظهراً )
وللرسول بولس وصية هامة فى هذا المجال فيقول " أن تحرصوا على أن تكونوا هادئين وتمارسوا أموركم الخاصة وتشتغلوا بأيديكم أنتم كما أوصيناكم لكى تسلكوا بلياقة عند الذين هم من خارج ولا تكون لكم حاجة إلى أحد " ( 1 تس 4 : 11 ، 12 ) .
+ خلال هذا الوقت يحين موعد صلاتى الثالثة والسادسة فيمكن للراهب أن يصليهما أثناء عمله إذ أن العمل بسيط وسهل ولا يحتاج لتركيز ذهنى كبير يمنع الراهب من الصلاة أثناء العمل .
أما إذا فضل الراهب أن يصلى هاتين الساعتين واقفاً ومتفرغاً للصلاة فيترك عمله حين يحين موعد الصلاة ليقف ويصلى حسبما علم الملاك الأنبا أنطونيوس " فقد رأى الأنبا أنطونيوس الملاك جالساً يضفر ثم توقف عن العمل وقام ليصلى وبعد ذلك جلس يضفر الخوص ثم قام مرة ثانية ليصلى ثم جلس ليشتغل فى الخوص وهكذا " وسمع صوتاً يقول له : " أفعل هكذا تستريح " .
+ أما أثناء العمل فيستطيع الراهب أن يردد صلوات قصيرة سهمية مثل صلاة يسوع أو أى صلاة أخرى وفى ذلك ينصح القديس أنطونيوس قائلاً " أن جلست فى خزانتك قم بعمل يديك ولا تخل أسم الرب يسوع بل امسكه بعقلك ورتل بلسانك وفى قلبك وقل : يا ربى يسوع المسيح أرحمنى ... ياربى يسوع المسح أعنى ... أسبحك يا ربى يسوع المسيح " + ينتهى العمل اليدوى فى الظهيرة حوإلى الساعة 12 وبعد ذلك مسموح للراهب أن يأخذ فترة راحة تتناسب مع طبيعته ، وقد ينام قليلاً أثناء حر القيلولة بعد التعب المضنى فى الصلاة والقراءة وعمل اليد ما يقرب من 12 ساعة متواصلة .
ويورد لنا بستان الرهبان القصة التالية عن القديس العظيم يوحنا القصير : " أتى إلى قلايته أحد الشيوخ فوجده نائماً فى حر النهار وملاكاً واقفاً عنده يروح عليه ، فأنعزل عنه منصرفاً فلما أستيقظ قال لتلميذه : أتى إلى هنا إنسان وأنا نائم ؟ فقال له نعم ، فلان الشيخ فعلم حينئذ أن ذلك الشيخ معادل له وأنه أبصر الملاك " + بعد الراحة القليلة يقوم الراهب ليجهز طعامه وإن كان محتاجاً إلى تجهيز . + بعد ذلك يصلى صلاة الساعة التاسعة التى تنتهى فى تمام الساعة التاسعة ( أى 3 بعد الظهر ) ويقرر بلاديوس أن فى الساعة التاسعة كانت تسمع الأبصلمودية بوضوح من كل القلإلى تتردد أصداؤها فى الجبل كله . + بعد ذلك أى عند حلول الساعة التاسعة (3بعد الظهر ) يضع الراهب طعامه أمامه ويصلى صلاة الشكر الخاصة بالمائدة ثم يأكل بنسك وشكر . + بعد ذلك يبدأ يقرأ فى الكتب الروحية أو كتب سير الآباء وأقوالهم مسموح أيضاً فى هذه الفترة أن يزور الراهب معلمه إذا كان فى حاجة شديدة وملحة اليه طلباً لكلمة منغعة أو إذا تعرض لحرب فكرى عنيف أو أى سبب قوى أخر . + عند الغروب أى حوإلى الساعة الخامسة يصلى الراهب صلاتى الغروب والنوم معاً ويستمر فيهما وقتاً طويلاً حتى ميعاد النوم . + مسموح للراهب أن ينام النصف الأول من الليل أى حوإلى 6 ساعات متصلة حتى ميعاد صلاة نصف الليل فيقوم ليبدأ بنعمة الله يومه الجديد فى مرضاة الله وخوفه ... وهكذا .
أما فى زماننا هذا فلا يوجد قانون رهبانى ملزم واضح يلتزم كل الرهبان يالسير بمقتضاه فى تدبير حياتهم وقضاء يومهم داخل القلاية . والذى يحدث الآن فعلاً هو أن يتدرب كل راهب فى قضاء يومه وممارسته الروحية بالأتفاق مع أب أعترافه وفقاً لظروفه الخاصة مثل العمل الذى يقوم به فى الدير وظروفه الصحية والنفسية ونحاول هنا بقدر الإمكان أن نصف يوماً كاملاً لراهب داخل الدير ملتزم بعمل المجمع وصلواته وكل ممارساته .
+ يقوم الراهب من نومه فى حوإلى الرابعة صباحاً على دقات جرس نصف الليل فيذهب إلى الكنيسة حيث يصلى مع أخوته الرهبان صلاة نصف الليل بخدماتها الثلاث ، ثم يشترك بعد ذلك فى التسبحة التى تعقب مزامير نصف الليل وتنتهى التسبحة عادة فى حوإلى الخامسة والنصف صباحاً تقريباً إذا كان يعقبها قداس فتنتهى عادة فى الساعة السادسة والنصف حيث يصلى بعدها صلوات باكر والثالثة والسادسة فى أيام الإفطار وتزاد التاسعة فى أيام الأصوام . + بعد إنتهاء التسبحة إذا كان على الراهب دور صلاة القداس سواء أكان كاهناً أو شماساً أو يريد أن يتناول فى ذلك اليوم من الأسرار المقدسة يبقى فى الكنيسة حتى إنتهاء خدمة القداس والتناول من الأسرار المقدسة وينتهى القداس عادة ما بين الثامنة والتاسعة صباحاً . أما إذا كان دور الخدمة ليس على الراهب ولا رغب هو فى حضور القداس للصلاة والتناول ، فى هذه الحالة يرجع إلى قلايته بعد أنتهاء التسبحة ليصلى قوانينه الخاصة فيصلى صلاة باكر والثالثة والسادسة ويجتهد دائماً وبصفة عامة أن تكون صلواته متقدمة عن ميعادها ولو قليلاً حسب نصيحة مار أسحق القائلة : " كن متقدماً على الدوام فى صلواتك قبل وقتها لكى تكون خفيفة عليك ، لأنه ليس لك عمل أخر ضرورى لتفعله أفضل من الصلاة " . + يعمل مطانياته فى جو الصباح الباكر المناسب . + يقرأ فى الكتاب المقدس قانونه اليومى من القراءة فى العهدين القديم والجديد مع التأمل ومحاولة كتابة أو حفظ بعض الأيات المختارة للهذيذ فيها كلما أمكن ذلك . + ينتهى الراهب من تناول هذه الوجبة الروحية الدسمة المركزة فى حوإلى التاسعة مثلاً حيث يكون القداس قد انتهى ،وبدأت الأعمال فى الدير حيث أن الأعمال لاتبدأ فى الدير عادة إلا بعد انتهاء القداس يومياً . + الراهب الذى حضر القداس وتناول من الأسرار المقدسة يرجع بعد انتهاء القداس إلى القلاية حيث يصلى صلاة شكر قصيرة بعد التناول . يحاول أن يتلامس فيها مع الضيف الإلهى الذى حل فى داخله ويرحب به طالباً منه أن يجعل التناول من جسده ودمه الأقدسين لا للدينونة ولا للوقوع فى دينونة لكن لنوال المجد وطهارة النفس والجسد والروح وللإتحاد به والثبات فيه . + بعد ذلك يغير ملابسه فيلبس الملابس الخاصة بالعمل وينزل إلى محل عمله . + الراهب الذى يقضى فترة الصباح فى القلاية ينزل أيضاً فى مثل هذا الوقت لتأدية عمله المنوط به فى الدير ، وأحياناً يحتاج الراهب لفترة راحة قصيرة إذا أحس بالتعب والأرهاق بسبب قيامه المبكر جداً من النوم فيستريح قليلاً ثم يقوم ليكمل قوانينه فيتأخر قليلاً فى الأنتهاء منها والنزول إلى عمله مع العلم بأن هذه الراحة تغنيه عن راحة أو نوم فترة الظهيرة . + الأعمال التقليدية فى الدير تكون غالباً ، الكنيسة،المكتبة،المخازن(الجو)،المضيفة(المجمع)،المخ بز، معمل الألبان إن وجد،الباب،الحديقة،الربيتية(امانة الدير) . ولا يعمل الرهبان الآن أعمال تدر عليهم دخلاً أو ربحاُ لأن الدير يتكفل بكل إحتياجاتهم من أكل وملابس علاج ومصاريف أخرى وذلك من دخل أوقاف الدير المختلفة . + يوضع الرهبان المبتدئون عادة فى الأعمال المتعبة نوعاً أو التى تستغرق وقتاً طويلاً لأن الراهب المبتدىء لا يكون عادة قد تمرن على الوجود فى القلاية وقتاً طويلاً بينما تعطى الأعمال الأقل مشقة للرهبان الأقدم منهم قليلاً بينما يعفى الرهبان القدامى والشيوخ من الأعمال نهائياً . + بعض هذه الأعمال يستغرق ساعة وبعضها يستغرق معظم النهار لملاحظتها والإشراف عليها . + أثناء العمل يجب على الراهب أن يتلو المزامير والصلوات حسب نصيحة الآباء القائلة " إن عملت بيدك فليكن اللسان مزمراً والعقل مصلياً لأن الله يحب أن تذكره دائماً ولأن المزامير والصلاة تحفظ العقل من الطياشة فى الأفكار العالمية أو الأفكار الشريرة + لذلك يلزم الراهب الذى يساعده عمله على التلاوة أثناء العمل أن يتلو ساعتي من سواعيه أثناء العمل ولتكن السادسة والتاسعة مثلاً لأن أحياناً لا يستطيع أن يصلى الساعة السادسة فى الصباح إما لضيق الوقت أو التعب أو لإنشغاله فى حضور القداس فيلزم أن يصليها أثناء العمل . أما إن كان عمله لا يساعده على التركيز فى الصلاة فيستطيع أن يردد صلاة قصيرة سهمية مثل صلاة " ياربى يسوع المسيح أرحمنى أنا الخاطىء " أو صلاة " اللهم التفت إلى معونتى يارب أسرع وأعنى " . + فى ميعاد الأكل المحدد بمعرفة أبيه الروحى يهيىء مائدته ليأكل طعامه بعد صلاة المائدة المعتادة . + بعد الأكل يستريح قليلاً أو ينام بعض الوقت لراحة جسده وعقله حتى تتجدد قواه الجسدية والعقلية أما إن كان قد نام فى فترة الصباح فلا داعى هنا للنوم ثانية . + يقوم من النوم ليصلى صلاة الساعة التاسعة والغروب والنوم قبل صلاة المجمع وذلك حسب نصيحة الأنبا أنطونيوس القائلة :"صل دائماً صلاة فى قلايتك قبل صلاتك مع الأخوة " + بعد ذلك يقرأ فى أى كتاب روحى أو رهبانى مثل كتب سير الآباء وأقوالهم حتى يدق جرس صلاة الغروب فيذهب ليصلى مع مجمع الرهبان وتكون صلاة الغروب دائماً فى الساعة الرابعة أو الخامسة مساءً . + فرصة القراءة والإطلاع أثناء النهار تتوفر فى الصيف فقط أما فى الشتاء حيث يكون النهار قصيراً والليل طويلاً جداً تكون القراءة والإطلاع وكتابة التأملات وأحياناً تجهيز إحتياجات القلاية من تنظيف وغسيل وغيره فى فترة الليل . + بعد انتهاء صلاة الغروب بالمجمع تبدأ فترة نستطيع أن نسميها جولة حرة ، فيمكنه أن يزور أى راهب خصوصاً إذا كان الراهب لم يحضر صلاة الغروب حتى يطمئن عليه أو يزور راهب مريض أو يخرج إلى الجبل للتمشية والترويح عن النفس والتأمل ويمكنه أن يصلى أثناء مشيه فى الجبل صلاة الستار وجزءاً من صلاة نصف الليل أو كلها إن امكن . + يمكنه مثلاً ان يزور أحد الأباء الكبار طلباً لكلمة أو تعزية أو غير ذلك . + يمكنه مثلاً أن يستلم دروس ألحان أو تسبحة أو يتعلم لغة قبطية أو غير ذلك . + بعد إنتهاء جولته السابقة فى زيارة بعض الآباء أو فى خلوته داخل الجبل يرجع قلايته فيتناول طعام العشاء ويكمل بقية صلواته إلى أخر صلاة نصف الليل بخدماتها الثلاثة أما فى ليل الشتاء الطويل فيمكنه بعد ذلك الأطلاع والقراءة وغير ذلك .
+ يأوى إلى فراشه فى حدود الساعة العاشرة مساءً لينام حوإلى 6 ساعات يقوم بعدها فى الساعة الرابعة صباحاً على دقات جرس نصف الليل . + إذا لم يستطع أن يصلى صلاة نصف الليل قبل النوم يمكنه أن يستيقظ قبل جرس نصف الليل بساعة مثلاً وذلك بواسطة منبه أو غيره حتى يصلى صلاة نصف الليل ذات القيمة العظمى والأهمية الكبرى عند الرهبان جميعهم . + فى الأديرة التى تكون فيها نهضات معمارية ضخمة تختلف كيفية قضاء الراهب ليومه قليلاً نتيحة انشغاله بالإشراف على العمال ونظام سير العمل ولكن المهم أنه يجب أن يكمل قوانين صلواته ومطانياته وقراءاته للكتاب المقدس على أكمل وجه .
ونقول أن فترات التعمير الضخمة فى الأديرة ليست دائمة وإنما فى فترات بسيطة ثم يعود الرهبان إلى سكونهم وأعمالهم التقليدية وممارساتهم الروحية العادية بعد انتهاء فترات التعمير .
+ هذا عن راهب المجمع بينما يوجد فى كل دير آباء رهبان كبار قدامى فى الرهبنة يكونون حبساء أو متوحدين فى قلإلى منفردة خارج الدير أو فى مغائر بعيدة نوعاً عن الدير ،هؤلاء لهم طقسهم العإلى الخالص الذى لا نستطيع أن نصفه لأننا لم نختبره أو نسير فيه . + ليت الرب يعطينا نعمة وحكمة فى تدبير حياتنا وإستثمار أوقاتنا لكى نسلك كما يحق للرب فى كل رضى مثمرين فى كل عمل صالح ونامين فى معرفة الله ، متقوين بكل قوة بحسب قدرة مجده لكل صبر وطول أناة بفرح (كو1 : 10 ، 11 ) .
إن الوقت وزنة قد أعطي لنا لنستثمرها ونربح وإلا كانت سبب دينونة لنا . لقد صدق القائل :"إن الوقت كالسيف إن لم تقطعه يقطعك " .
+ إننا نطلب من الله كل يوم فى تحليل صلاة باكر أن يعطينا التدبير الحسن والسلوك الصحيح حتى لانقع فى العثرات التى تكون دائماً من التدبير الردىء والسلوك السىء فنقول :"اجعلنا ياسيدنا أن نكون بنى النور وبنى النهار لكى نجوز هذا اليوم ببر وطهارة وتدبير حسن لكى نكمل بقية أيام حياتنا بلا عثرة.. "
وفى التحليل الآخر نقول : " هب لنا فى هذا اليوم الحاضر أن نرضيك فيه وأحرسنا من كل شىء ردىء ومن كل خطية ومن كل قوة مضادة بالمسيح يسوع ربنا هذا الذى أنت مبارك معه مع الروح القدس المحيى المساوى لك الآن وكل آوان وإلى دهر الدهور . أمــــــــيــــن ..... "



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق