ياربنا والهنا نحن نادمون من كل قلبنا على جميع خطايانا. لاننا بها ابتعدنا عنك وعن نِعَمِك. اننا نادمون كذلك لاننا اغضناك واهنّا صورتك التي نحملها. لذلك يارب ساعدنا ان نبغض الخطيئة وان نعيش وصيتك التي تستمد على المحبة. محبتك ومحبة كل نفس خلقتها. اننا نعرف بانك تحبنا ولهذا نطلب منك المغفرة.
كانت الام الوجيعة والدموع منها سريعه
واقفة تحت الصليب
ايتها الام القديــسة اجعلي جروح وحيدك
في قلبي منطبـــــعة
المرحلة الاولى
يسوع يحكم عليه بالموت
نسجد لك ايها المسيح ونبــــــــــــــــــــــــــــــاركك.
لانك بصليبك المقدس خلّصت العــــــــــــــــــــــالم.
ياللعجب! من ان الخليقة اجتمعت اليوم ان تحاكم خالقها البار ثم تقضي بالموت على من وهبها الحياة! فالشكر لك يا يسوع لانك رضيت بان تسّلم ذاتك الى اعدائك لكي تخلصنا من الهلاك الابدي. نحن نادمون من صميم قلبنا على جميع خطايانا. فبجاه آلامك تحنّن علينا وخلّصنا من حكم الموت. امين.
نفسها تلك الحزينه في توجعها كمينه
صابها سيف مريب
ايتها الام القديــسة اجعلي جروح وحيدك
في قلبي منطبـــــعة
المرحلة الثانية
يسوع يحمل صليبه على منكبيه
يا فادينا الحبيب انك لم تكتفِ باشواك الاكليل الغارسة في رأسك وبالدم الطاهر السائل من اطراف جسمك، بل حملت الصليب أيضا وسِرت في طريق الجلجلة الشاق لتفهمنا ان الطريق الموصلة الى السعادة هي طريق الصليب والاحتمال. فامنحنا يا يسوع الهنا نعمة وقوة لنقتدي بك فنصبر على شدائد هذه الحياة بكامل الخضوع والتسليم لارادتك القدوسة. آمين. يا لا اوجاع مهوله صادفت تلك البتوله
ام فادينا الحبيب
ايتها الام القديــسة اجعلي جروح وحيدك
في قلبي منطبـــــعة
المرحلة الثالثة
يسوع يسقط تحت الصليب للمرة الاولى
اسفاه عليك يا يسوع الهنا فان ما عانيته من تنكيل معذبيك ونزف دمك قد انهك قوال فسقطت تحت حمل صليبك الباهظ. وعوضا عن ان يحمل منظرك هذا على الشفقة نرى الجند يثبون عليك ويشبعونك ضربا وشتما وانت صامت. فيا يسوع الهنا هبنا قوة حتى نقتدي بصبرك وامنحنا نعمة الإماتة والتوبه. آمين.
كابدت الموت مُرا قد اهال القلب جهرا
مِن جرا الأبن الحبيب
ايتها الام القديــسة اجعلي جروح وحيدك
في قلبي منطبـــــعة
المرحلة الرابعة
يسوع يلاقي امه العذراء مريم
ياله من منظر مؤلم مزق قلب الابن الحبيب ويا له من مشهد مفجع طعن نفس الام بسيف الألم حينما شاهدت وحيدها بأيدي صالبيه يعاملونه بقساوة بربرية! ألا يا مريم الأم الحزينه! وام الخَطأة، أي امنا! استمدي لنا من يسوع ابنك مغفرة خطايانا والثبات في محبتكما والتعبد لابنك الحبيب. آمين.
أي قلب ليس يبكي اذ يرى العذراء تشكي
حزن احشاها المذيب
ايتها الام القديــسة اجعلي جروح وحيدك
في قلبي منطبـــــعة
المرحلة الخامسه
سمعان القيرواني يَعين يسوع على حمل الصليب
ها قد ظهر يا يسوع ضعف قواك فسخّروا سمعان القيرواني لاسعافك في حمل خشبة الصليب الثقيلة. وقد سمحت بذلك كي تُفهِمنا بان فدائنا لا يتم الا بمشاركتنا اياك في حمل الصليب. فقونا يا يسوع الهنا لكي نتحمل بصبر وسرور كلَّ صليب وكل شدة تسمح بها عنايتك الالهية حبا بك وتكفيرا عن خطايانا. آمين.
من يطيق مُرَّ التفكر أو بآلامها التذكر
حين لاقاها الحبيب
ايتها الام القديــسة اجعلي جروح وحيدك
في قلبي منطبـــــعة
المرحلة السادسة
القديسة فيرونيكا تمسح وجه يسوع بالمنديل
ما اعظم شهامة تلك المرأة القديسة التي اخترقت بجرأة صفوف الحرس والجند كي تصل الى يسوع لتمسح وجهه المبلل بالعرق والدم! فيا يسوع الحنون كما طبعت صورة وجهك الاقدس على منديل تلك الفتاة القديسة، كذلك اطبع في نفسنا ذكر آلامك لنتقوّى بها على احتمال الاهانات حبا بك. آمين.
من معاصي الشعب تلقى بالعذاب الابن ملقى
محتملا جَلدا مذيب
ايتها الام القديــسة اجعلي جروح وحيدك
في قلبي منطبـــــعة
المرحلة السابعة
يسوع يسقط تحت الصليب للمرة الثانية
هو ذا ملك السماوات وخالق المسكونة ساقطا مرة ثانية على الارض! وآسفاه عليك يا يسوع الوديع المتألم! فان رجوعنا إلى الخطيئة هو الذي جعلك تقع ثانية تحت حمل الصليب! فكم من مرة وعدناك بالتوبة ونسينا مواعيدنا واحزنا قلبك وثقّلنا صليبك! ألا فقوّنا يايسوع الرؤوف ومن سقوطك علّمنا ان نقوم من وهدة الخطيئة. آمين.
وترى المولودَ منها مائتا مفروق عنها
مُرتفعا فوق الصليب
ايتها الام القديــسة اجعلي جروح وحيدك
في قلبي منطبـــــعة
المرحلة الثامنة
يسوع يعزي بنات أورشليم
لقد فهمنا جيدا يا مخّلصنا الحبيب ما معنى قولكَ: إنه ليس عليك بل على ذاتنا يجب ان نبكي بكاء مُرا. فإن ما قد ارتكبنا من المعاصي هو الذي سبب آلامك وموتك. ألا يا ربنا أغفر لنا آثامنا وقوّ إرادتنا لنتوب توبة صادقة على خطايانا ونتألم حبّا بك فنستحق أن نتعزّى ونفرح معك إلى الابد. آمين.
أُمّ ينبوع المحبة إمنحي منك هبة
التوجع والنحيب
ايتها الام القديــسة اجعلي جروح وحيدك
في قلبي منطبـــــعة
المرحلة التاسعة
يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثالثة
يا يسوع فادينا إنّ كثرة سقوطك تحت الصليب الاليم هو الدليل على كثرة سقوطنا في الخطيئة. نعم كم من مرة نكثنا عهودنا وعُدنا إلى اهانتك! اما الآن فإننا قاصدين ان نُصلح سيرتنا فلا تسمح بان نطمح بجودِكَ ونعمتِكَ بل هبنا بشفاعة والدتك الطوباوية نعمة فعّالة كي لا نرجع إلى الخطيئة أبدا. آمين.
إمنحي نارا لقلبي يشتعل بيسوع ربي صاحبِ الحُبّ العجيب ايتها الام القديــسة اجعلي جروح وحيدك في قلبي منطبـــــعة
المرحلة العاشرة الجُند يُعرّون يسوع ويسقونه خلا ممزوجا بمرارة نسجد لك ايها المسيح ونبــــــــــــــــــــــــــــــاركك. لانك بصليبك المقدس خلّصت العــــــــــــــــــــــالم.
يا يسوع حبيبنا ما هذا الهوان الذي أصابك حين عرّوك من ثيابك، فبدا جسمك الطاهر مهمشا بالجراح! وما هذا العذاب الذي احتملته لما ساقوك خلا بمرارة؟ فيا طبيب النفوس الاجساد ومخلصها نتوسل إليك ان تنزع من قلبنا كل محبة أثيمة وتسكب على نفسنا شيئا من تلك المرارة التي ذقتها فتشفى بها أمراضها الروحية وتعود نفسنا إلى العافية التي لا تزول. آمين.
إجعلي أمّي الحزينة الجراحات الثمينة قلبنا القاسي تُصيب ايتها الام القديــسة اجعلي جروح وحيدك في قلبي منطبـــــعة
المرحلة الحادية عشرة يسوع المسيح يُسَمّر على الصليب نسجد لك ايها المسيح ونبــــــــــــــــــــــــــــــاركك. لانك بصليبك المقدس خلّصت العــــــــــــــــــــــالم.
ما هذا المشهد المريع؟ إله يُمدّد على الصليب! مسامير تُدق في يديه ورجليه. فتخترق جسمه وتمزقُ أعصابعه. أشواك حادة تُغرس في رأسه فيتدفق منه الدم الزكي! ألا يا مخلّصنا المسمّر على الصليب لأجلنا إسمح لنا بأن نُقبّل جراحاتك المقدسة ونستقيّ من دمك الطاهر فتتنقى نفسنا من آثامها فنحيا لك الى الابد. آمين.
إبنُكِ مجروح مؤّلم وهو من اجلي تألم أعطيني منه نصيب ايتها الام القديــسة اجعلي جروح وحيدك في قلبي منطبـــــعة
المرحلة الثانية عشرة يسوع المسيح يُسلم روحه على الصليب نسجد لك ايها المسيح ونبــــــــــــــــــــــــــــــاركك. لانك بصليبك المقدس خلّصت العــــــــــــــــــــــالم.
ها قد إكتملت الذبيحة ومات مخلّصنا على الصليب غائصا في بحر الآلام! فأضطربت الكائنات: الشمس أظلمت والارض تزلزلت والصخور تشققت، كل هذا حزنا على موت باريها. ونحن الخَطأة نبقى وحيدين جامدين القلب ولا تتمزق احشائنا حزنا. ألا يا يسوع مخلّصنا إطبع في قلبنا آلامك المرّة واجعلنا نخاف من عدلك الرهيب ونموت عن كل خطيئة لنحيا لك الى الابد. آمين.
أشركي في نحيبك حينما عُلّق حبيبك وأجرحي قلبي الكئيب ايتها الام القديــسة اجعلي جروح وحيدك في قلبي منطبـــــعة
المرحلة الثالثة عشرة يسوع يُنَزَل من على الصليب ويُسَلّم الى امه نسجد لك ايها المسيح ونبــــــــــــــــــــــــــــــاركك. لانك بصليبك المقدس خلّصت العــــــــــــــــــــــالم.
آه يا مريم ألأم الحزينة! من يستطيع ان يصف ألألم الذي أصابك لما رأيت ابنك الحبيب على الصليب وخاصة لما وضعوه ميتا في حضنك؟ آه يا مريم لا تغضبي علينا نحن الذين سببنا بخطايانا موت ابنك وآلامك! ولكن بحق حبّك ليسوع أنظري ألينا بعطف وحنان وناولينا ابنك يسوع، الميت من اجلنا، لنظمه الى قلبنا فنقدّس به نفسنا ونطهّر جسدنا فنستحق ان نموت في حبه. آمين.
إمنحي عبدا ذليلا أن يكون لكِ خليلا ناجيا من اللهيب ايتها الام القديــسة اجعلي جروح وحيدك في قلبي منطبـــــعة
المرحلة الرابعة عشرة يسوع المسيح يُدفن في القبر نسجد لك ايها المسيح ونبــــــــــــــــــــــــــــــاركك. لانك بصليبك المقدس خلّصت العــــــــــــــــــــــالم.
تاملوا ايتها الانفس في هذا المضطجع في القبر ميتا، وآمنوا بانه هو إلهكم ومخلّصكم! واذرفوا دموع الندامة على جسده الطاهر. وقبّلوا جراحاته وقولوا بحرقة قلوبكم: يا يسوع المدفون إننا نَوُدّ البقاء معك دائما في قبرك المقدس كي نقوم معك. اقبلنا يا مخلّصنا وادفن معك كل خطايانا وأميالنا التي لا تليق بنا كي ننتصر معك في قيامتك على الضعف البشري وعلى الخطيئة الى الابد. آمين.
إذ يموت الجسم مني بلّغي نفسي التمنّي مجد فادينا الحبيب ايتها الام القديــسة اجعلي جروح وحيدك في قلبي منطبـــــعة
الصلاة الختامية أيها الآب الأزلي الذي قدّست عود الصليب بدم ابنك الثمين نسأل مراحمك ان تمنحنا مغفرة خطاياهم ونيل السعادة الابدية باستحقاقات يسوع المسيح ربنا. آمين يمكن هنا الوقوف فترة من الزمن للتامل الفردي او الجماعي (افراد العائله) وبعد ذلك تختم رياضة درب الصليب ببركة: نعمة سيدنا يسوع المسيح لتكون معنا دائما وذكر آلامه المقدسة وقوّتها يستقرّان في قلوبنا. ورسم صليبه الطاهر ينجّينا من كل أذى، بأسم الآب والابن والروح القدس. آمين
أو
مراحل درب الصليب
ان صلاة درب الصليب هي صلاة تقام كلّ يوم جمعة من الصوم الكبير المقدس السابق للفصح وتقام صلاة درب الصليب في الكنائس وهي عبادة شائعة نشأت في القرن الخامس عشر، فانتشرت في العالم كلّه. وما غايتها إلا مرافقة يسوع في طريق آلامه، للتأمّل فيها وللإستفادة الروحية منها. فلنقم بها نادمين على خطايانا متأمّلين آلام يسوع بصحبة العذراء أمّ الأوجاع.
ان كل مرحلة من المراحل الاربعة عشر لدرب الصليب تقف عند حدث تم خلال آلام يسوع المسيح وموته على جبل الجلجلة في يوم الجمعة العظيمة. يقوم الشخص الذي يؤدي درب الصليب بالتأمل في الحدث الموصوف في كل مرحلة . ثم الصلاة
وبالنسبة لمكان تأدية درب الصليب فتوجد في العديد من الكنائس والمصليات الكاثوليكية وعلى طول الجدران الجانبية من الداخل اربع عشر لوحة تمثل كل منها مرحلة من مراحل درب الصليب فيقوم الشخص الذي يؤدي درب الصليب بالوقوف عند كل مرحلة حيث يصلي ويتأمل في ذلك الحدث الذي مر به السيد المسيح خلال آلامه وموته .
و ممكن أن يؤدى درب الصليب في الكنيسة او في أي مكان ، مع مجموعة من الأشخاص ، على انفراد ، وعقلياً . ولا توجد صلوات خاصة تتوجب تلاوتها . هناك عدة صلوات مختلفة ، جميلة وعميقة كتبها العديد من الناس على مرّ القرون ولكن يمكنك أن تضع صلاتك الخاصة التي تتلوها عندما تتأمل في كل مرحلة.
صلاة افتتاحية
يا يسوع ارجو ان اتبعك خطوة خطوة على طول طريق الصليب المحزن . ساعدني ان اجعل هذا التأمل في آلامك وموتك رياضة روحية مثمرة لنفسي . امنحني ان تعطيني هذه التأملات ندما وتوبة عن جميع الخطايا والإهانات التي سببتها لله اللامحدودة .
درب الصـلـيـب
صلاة البداية
يا سيّدي يسوع المسيح، ها أنا منطرح على قدميك، أطلب منك غفران ذنوبي التي أبكي عليها متوجّعاً، لأنّي بها أهنتك أنت الصلاح غير المتناهي، وأقصد أن لا أعود إليها أبداً، وأن أحبّك فوق كلّ شيء، وتعويضاً عن ديوني لعدلك الإلهي، أقدّم لك ممارسة هذه الصلاة متّحداً بالروح بمسيرك المؤلم في طريق الجلجلة، فاقبل منّي هذه الصلاة واشملني وجميع النفوس المطهرية المتألّمة بغفرانك الإلهي. آمين.
كانت الأمّ الكئيبة وابنها عالٍ صليبه قربه تبدي النحيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الأولى : نتأملُ يسوع محكَوما ًعليه بالموت.
نسجد لك أيّها المسيح و نبارككْ.
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
فلمّا سمع بيلاطس هذا الكلام أخرج يسوع وجلس على كرسيّ القضاء في موضع يسمّى «البلاط»، وبالعبرية جبّاثا. وكان ذلك يوم الجمعة، يوم التهيئة للفصح، والوقت نحو الظهر. فقال لليهود: «ها هو ملككم!» فصاحوا: «أقتله! أقتله! إصلبه!» فقال لهم بيلاطس: «أأصلب ملككم؟» فأجاب رؤساء الكهنة: «لا ملك علينا إلا القيصر!» فأسلمه إليهم ليصلبوه. (يوحنّا 19: 13- 16)
صرخ الشعبْ قائلاً ( لِيُصلبْ ) تأمَلي يا نفسي مَن هذا الذي يُحكمْ عليهِ ؟ أنهُ يسوع البرارة اللا مُتناهـية ، ويُحكمْ عليه لأجلي أنا الخاطيء ، بهذا الحكم القاسي والقضاء عديم الرحمة.
فأنت يا يسوع تريد أن تموت لأجلي ، وأنا بخطاياي هـو ذلكَ الشاهد الذي يُقرفكَ وذاكَ القاضي الذي يحكمُ عليكْ ظلماً ، أنـت يا إلهي أعطيتي الحياة ، وأنا أسَـلِمُكَ الى المَوتْ.
فها أنا نادمٌ على خطاياي مِنْ صميمَ قلبي ، فـساعدني من الآن لأبقى أميناً معكْ ، فلا يفصلني شيء عنكَ في د روبْ هـذهِ الحـياة الأليمة ، آمينْ.
صلاة
يا يسوع المحكوم عليك بالموت ، نجّني بهذا الحكم غير العادل ، من حكم الموت الأبدي الذي طالما استوجبتُه بارتكابي الخطايا.
(أبانا الذي ... الـسـلامُ عَليكِ ... المجد للآب .. )
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
مزّق الحزن حشاها مثل سيفٍ قد براها إنّه حزن مذيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الثانية :نتأملُ يسـوع حامِلاً صليبهُ
نسجد لك أيّها المسيح و نبارككْ.
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
وقال يسوع لتلاميذه: «من أراد أن يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني ، لأنّ الذي يريد أن يخلّص حياته يخسرها ، ولكنّ الذي يخسر حياته في سبيلي يجدها . وماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه ؟ وبماذا يفدي الإنسان نفسه ؟» (متّى 16: 24-26 )
يا يسوع إلهي ، إني أراكَ ذاهباً إلى الجلجلة واكليل الشوك على رأسِكَ ، والدِماء جارية من جسمِك كـُلهِ ، وأنت تَعتَنِقُ الصليبْ بكلِ شوقٍ ووَداعة ، أنكَ تَقتَبلُ الصليبْ بتواضع ، وأنا بكبريائي أبتعِدُ عن التوبة.
فأنت يامُخلصي تُعَلمني أن أتألمْ كي أتعلمْ أن أخلصَ نفـسي ، وأنا أتغافلْ عن خلاصي لأني أرفض التألمَ مَعَكَ.
فـساعدني يا يسوع كي أنكر ذاتي وأتخلى عـن أنانيتي وأكون دوما مستعداً لِتَلقي صُلبان الحياة لكي أساهم بحملِها في خلاصي وخلاص أخوتي البشـر آمينْ.
صلاة
يا يسوع الحامل صليبك لأجلي، أنعم عليّ أن أخضع لأحكامك الإلهية مسروراً، فأحمل صليب البلايا، حبّاً لك.
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
يا لآلامٍ جسيمة ولأحزانٍ أليمة كابدت أمّ الحبيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الثالثة : يسوع يقع تحت الصليب للمرّة الأولى
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والرازحين تحت أثقالكم وأنا أريحكم . إحملوا نيري وتعلّموا منّي تجدوا الراحة لنفوسكم ، فأنا وديع متواضع القلب ، ونيري هيّن وحملي خفيف . (متّى 11: 28- 30)
يا للمشهد الأليم ، يسوع يسقط على الأرض تحت الصليب ، لقد خذله الجميع وليسَ مَن يَشفق عليه ، بل يهجم الجـلادون عليه وينهضونه بشراسة وينهلونَ عليه ضرباً ورفـسا ولطماً ، ويشبعونه إهانات ، وهو صابر وصامت. فأنت يا يسـوع تصبر على جميع هـذه الآلام والإهانات صامِتاً ، وأنـا أهربُ مـنَ الصعوباتْ وأغـتاظ مـن الإهانات وأتـشكى من الصلبان التي ترسـلها لـي.
فـيا يسوع إلهي ، أخفض كبريائي وأمنحني فضـيلة الـصبـر حـتـى أقـتـدي بـِكَ وأتعَّلمْ النهوضَ مِـنْ سَــقـَطـاتـي بتواضع عميق آمـــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع الواقع تحت الصليب للمرّة الأولى ، أعضدني بيمينك القديرة ، لأنتصر على أعدائي المنظورين وغير المنظورين ، فلا أقع تحت ثقل غضبك الرهيب
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
أيّ مرءٍ ليس ينحب إذ يرى أمّاً تعذّب وحشاها في لهيب ؟
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الرابعة : يسوع يلتقي أمّه الحزينة
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
فتعجّب أبوه وأمّه ممّا قاله سمعان فيه. وباركهما سمعان وقال لمريم أمّه: «هذا الطفل اختاره الله لسقوط كثير من الناس وقيام كثير منهم في اسرائيل. وهو علامة من الله يقاومونها، لتنكشف خفايا أفكارهم. وأمّا أنت، فسيف الأحزان سينفذ في قلبك». (لوقا 2: 33- 35)
يا لهُ مِنْ لقاءٌ أليمْ ، مريم تلتقي إبنها الحبيبْ في تلكَ الحالة الأليمة والمُهينة ، إنها تسيرُ مَعهُ على طريق الآلام والخلاص ، وتـشاركهُ مأساتهُ المُرة ، وتقاسي في قلبهـا ما يُكابدهُ من الآلام في جَـسـدهِ ، أنه لِقاءٌ يجعَلُ عَذابَ الأبن عَذابَ الأمْ ، إنَ خطاياي الجسيمة هي التي تطعَنُ يسوع في جسدهِ وتطعنكِ أنتِ أيَتها الأم الحبيبة في قلبكِ الرقيقْ ، ولكي أعلمُ أن يسوع هـو ينبوع الرحمة وإنكِ أنتِ ملجأ الخطاة.
فإليكِ التجيء أيتها الأمُ الحَنونْ ، بـِقلبٍ مُنـسَحق بالندامة فـأسـتمـدي لي مِنْ إبنِكِ المَغفِرة والثبات في المحبة إلى الأخير آمــــــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع الغائص في لجّة الأوجاع، ويا مريم المطعونة بسيف الحزن، أسألكما بهذا التلاقي المرّ، أن تجعلاني ألاقي ديّاني العادلعند ساعة موتي، ووجهه وجه أب رحيم.
(أبانا، السلام، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
كيف لا تغلي مشاعر من يرى أمّاً تشاطر إبنها الرزء المشيب ؟
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الخامسة : سمعان القيرواني يعين يسوع على حمل الصليب.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
وبينما هم ذاهبون به ، أمسكوا سمعان ، وهو رجل قيريني كان راجعاً من الحقل ، فألقوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع . (لوقا 23: 26)
يا يسوع ، لقد بلغَ مِنكَ الضعف إلى حَدٍ إنكَ تعجزُ عن حلِ صليبكَ الثقيلْ ، فأرغموا رجُلاً عابرَ سَبيلٍ لكي يُساعِدُكَ في حَمْلِهِ ، أنَ هذا لدَرسٌ بَليغ لي أنا الخاطيء ، فإنني مِثلَ ذاكَ القيروانـي لا أحْتمِلُ بأختياري الصلبان التي ترسلها لي ، بل غالِباً ما أحتمِلها مُكرهاً ومُتذمِراً ، إنني في سبيلْ لذاتي ومَصالِحي الشخصية لا أُبالي بالأتعابْ ولا أخافُ من الأخطار ولا أتردَ دُ أمامَ الصعوباتْ والجهود ، أما لأجلِكَ يا يـسـوع الحبيبْ ، فإني أسـتثقِلُ كلَ شيء وأهرَبُ مِن كـُلَ شيء وأسْتصْعِبُ كـُلَ شيء.
فـيا يـسـوع إلهي ، أمنحني الشجاعة والعزم لِكي أسيرَ مَعَكَ دومأً فـأحمِلَ صليبي اليومي بمحبة وإخلاص آمــــيـن.
صلاة
يا يسوع الذي أعانك سمعان القيريني على حمل الصليب ، أنعم عليّ أن أحتمل باختياري لا رغماً عنّي ، صليب الشدائد ونير شريعتك اللين.
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
شاهدت تلك الحزينة بكرها يلقى منونه وهو في الكرب كئيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة السادسة: إمرأة قدّيسة تمسح وجه يسوع بمنديل.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
هذه هي وصيّتي : أحبّوا بعضكم بعضاً مثلما أحببتكم . ما من حبّ أعظم من هذا : أن يضحّي الإنسان بنفسه في سبيل أحبّائه. (يوحنّا 15: 12- 13)
لقد تأثرتَ يايسوع بهذهِ البادِرة أظهَرَتهـا نحوَكَ تلكَ المرأة الشفوق إذ مَـسَحَتْ وَجهكَ المُّشوِّه بالدماء والبصاق ، فطبعتَ صورة وجهَكَ في مَنديلِهـا.
يايسوع ، إنني كثيراً ما شـوَّهتَ وجهَكَ في نفسي بالخطيئة فعَلمني أن اجَدِدَ صُورَتكَ البهية في ذاتي بمُماسة الإماتات والقيام بالجهود اليومية والطاعة لِوَصاياكَ المُقدَسة ، أمنحني يا يسوع ، على مِثالْ هذه المَرأة القديسة ، أن أمْسَحَ وجهَّكَ بالتعويض عن الإهاناتْ التي تلحقهُ مِنَ البشر ، وأن أكون لكَ صورةً حَية مُشرقة في العالمْ آمــــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع الطابع صورة وجهك الأقدس ، في منديل القدّيسة فيرونيكا ، أتوسّل إليك أن تخلق فيّ قلباً نقيّاً ، وتطبع فيه صورة وجهك المشوّه بالجروح، الملطّخ بالدماء ، لأتذكّر دائماً آلامك الشديدة.
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
أشركيني، أمّ ربّي في أسىً يجعل قلبي يذرف الدمع الصبيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة السابعة: يسوع يقع تحت الصليب للمرّة الثانية.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
أوشليم ، أورشليم ! يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها ! كم مرّة أردت أن أجمع أبناءك ، مثلما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ، فما أردتم . وها هو بيتكم متروك لكم . (لوقا 13: 34- 35)
يا يسوع ، ليس ثقلُ الصليبْ هو الذي أسقطكَ على الأرض ، بل ثقلُ خطاياي المُتكـررة كـلَ يوم ، فأنتَ الود يعُ الحَليمْ تـسقي الأرض بعَرقِكَ ودَمِكَ برأسٍ مُنحَني ، وأنا أرفعُ رأسي نحو السماء مُتـكبراً وناسياً إنني لسـتُ سوى ترابٍ حقير.
فما أعظم خجَلي وما أشـد ألمي حينما أرى ذاتي ضعـيفاً أمامَ التجارب ومُتذبذِباً في مَقاصد ي ومُتردِداً في تجنبْ فرَصْ الخطيئة.
فيا يسـوع الحبيب أجعلني أتجَنبُ الخطيئة وأضاعِف الـسهر على حياتي وسيرتي ، والحرارة في صلاتي ، لِكي أكونَ دوماً مُتهيئاً لِخدمَتِكَ آمــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع الواقع تحت الصليب مرة ثانية ، آتني نعمة فعّالة ، لأهرب من الأسباب التي تحملني على تجديد إهانتك ، بمخالفتي وصاياك ووصايا كنيستك المقدّسة.
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
أضرمي نار الوداد لإلهي في فؤادي كي أرى مجد الصليب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الثامنة : يسوع يعزّي بنات أورشليم.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
وتبعه جمهور كبير من الشعب، ومن نساء كنّ يلطمن صدورهنّ ويَنُحنَ عليه. فالتفت يسوع إليهنّ وقال: «لا تبكين عليّ يا بنات أورشليم، بل ابكين على أنفسكنّ وعلى أولادكنّ . ستجيء أيّام يقال فيها: هنيئاً للواتي ما حبلن ولا ولدن ولا أرضعن. ويقال للجبال اسقطي علينا ، وللتلال غطّينا . فإذا كانوا هكذا يفعلون بالغصن الأخضر، فكيف تكون حال الغصن اليابس؟» (لوقا 23: 27- 31)
يا يسوع ، إنني أفهَمُ الآنَ ما مَعنى قولِكَ : ( يا بنات أورشليمْ ، لا تبكينَ عليَّ ، بَلْ أبكينَ على أنفـُسِكنَّ و على أولادِ كنَّ ) أجَلْ يجـبُ عليَّ أن أبكي على ذاتي و على الخطيئة التي هي سـبَبُ آلامكَ وسـبب الفوضى في العالمْ.
فيادمَ يسـوع و مُخلصي ، لـّـينْ قـلبي القاسي ، وأنـرْ عقلي المُظلمْ ، وأملْ إرادتي المُتمَردة ، فأنا نادِمٌ مِنْ صميمَ قلبي على خطاياي ، وسـأبكي عليها إلى سـاعة موتي ، وأرتضي بالموت ألف مَرة ولا أرجَع إلى الخطيئة مرة أخرى ، فقوِّ يا يسوع ندامتي ، وثـَّبتْ قصدي بنعـمَتِكَ الإلهية آمــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع المعزّي بنات أورشليم ، شجّعني بقدرتك ومثالك ، على أن أبكي ما صدر منّي بحقّ أوامرك الإلهية ، فأستحقّ تعزيتك في حياتي ومماتي.
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
إطبعي في لوح قلبي كلّ جرح نال ربّي أمّ فاديّ العجيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة التاسعة: يسوع يقع تحت الصليب للمرّة الثالثة.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
الحقّ الحقّ أقول لكم: إن كانت الحبّة من الحنطة لا تقع في الأرض وتموت، تبقى وحدها. وإن ماتت أخرجت حبّاً كثيراً. اليوم دينونة هذا العالم. واليوم يُطرَد سيّد هذا العالم. وأنا متى ارتفعت من هذه الأرض، جذبت إليّ الناس أجمعين. (يوحنّا 12: 24، 32)
يا يسوع مخلصي ، إني أشاهِدُ كَ سـاقطاً تحتَ الصليبْ للمرة الثالثة ، ليـست خشبة الصليبْ هي التي تـُثقِلُ عليكَ و تسحَقكْ ، بلْ ثقلُ خطاياي المُتكـررة ، فسقطاتي المُتواتِرة في الخطيئة هي التي تـُسـَّـببُ سَـقطاتِكْ ، فكـمْ مِنْ مَّرة أرجع مِن الخطيئة إلى الإعتراف و مِنَ الإعتراف إلى الخطيئة.
إنَّ ثقلَ الذي يسحقكَ هو تفكيرُكَ في النفوس العديدة التي تهلكْ بالرغمْ مِنْ آلامِكَ ، فمـا أكثر الناس الذين لا يُبالونَ في عَصرنا بالآلامْ التي أحتَمَلتَها لأجلِهمْ.
فأمنحني يا يسوع الشجاعة لـكي أنهَّضْ مِن سَـقطاتي وأسيرُ إليكَ بإخلاص مُتجَدِ د ، وأن أسعى دوماً في أن أجعَـلَ آلامَكَ مُفيدة لأكبر عدد مُمكن من الناس الذين أفتدَيتهـمْ بدمِكَ الثمينْ آمــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع الواقع تحت الصليب مرّة ثالثة ، قوّني بنعمتك ، كيلا أعود من التوبة إلى الخطيئة مرة أخرى . واجعلني أتّضع ههنا لأرتفع بقوّتك في الملكوت السماوي.
(أبانا، السلام، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
أشركيني في مصابِ واكتئاب وعذابِ ذاقها الإبن الحبيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة العاشرة : يسوع يُعرّى من ثيابه ويُسقى خلاً ومرّاً.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
ولمّا صلب الجنود يسوع أخذوا ثيابه وقسموها أربع حصص ، لكلّ جندي حصّة . وأخذوا قميصه أيضاً وكان قطعة واحدة لا خياطة بها ، منسوجة كلّها من أعلى إلى أسفل . فقال بعضهم لبعض : «لا نشقّ هذا القميص ، بل نقترع عليه ، فنرى لمن يكون». فتمّ قول الكتاب : «تقاسموا ثيابي ، وعلى قميصي اقترعوا». (يوحنّا 19: 23- 24)
يا يسوع ، لقد أنتزع الجنود ثيابَكَ المُلتصِقة بجراح جسمِكَ وأقاموكَ عرياناً تـسـيلُ مِنكَ الدِماءُ الغزيرة ، أما أنا فأتزيَّنُ بالملابس الفاخِرة وأعكِفُ على اللذات والأباطيلْ ، أنتَ تـُسقى خلاً ومَرارة ، أما أنا فأتنعَّمْ بما يُطيبُ لي ويُرضي شـَّراهَّـتي ، أنتَ تَشـبَعْ مِنَ الأوجاع والإهانات ، أما أنا فأبتعِدُ عن التوبة والإماتة ، فهل مِنَ العدل أن تكونْ أنتَ البار مُـتعَّـذِباً وأنا الخاطيء مُـتَنعِـماً.
فأمنحني يامُخلصي عَزماً ثابـتاً لكي أمارسَ الإماتة والتوبة عن خطاياي وخطايا أخوتي البـشـر ، وساعدني لكي أتجـرَدُ مِنْ كـُلْ مخلوق فلا أتعَّـلـَّقْ إلا بكَ أنتَ خيري الأوحَّد ومُخلصي الحبيبْ آمـــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع المعرّى من ثيابك ، المسقى خلاً ممزوجاً بمرارة ، أسألك أن تعرّيني من جميع رذائلي ، ومن حبّي لذاتي وللعالم . وأن تساعدني على تجرّع مرارة الأكدار حبّاً لك.
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
إجعليني معك أفجع ومع المصلوب أوجع فبذا عيشي يطيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الحادية عشرة: يسوع يُسمَّر على الصليب.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
فأخذوا يسوع فخرج وهو يحمل صليبه إلى مكان يسمّى الجمجمة، وبالعبرية جلجثة. فصلبوه هناك وصلبوا معه رجلين ، كلّ واحد منهما في جهة، وبينهما يسوع . (يوحنّا 19: 17- 18)
وهناك، عند صليب يسوع ، وقفت أمّه ، وأخت أمّه مريم زوجة كلوبا ، ومريم المجدلية . ورأى يسوع أمّه وإلى جانبها التلميذ الحبيب إليه، فقال لأمّه : «يا امرأة، هذا ابنك». وقال للتلميذ : «هذه أمّك». فأخذها التلميذ إلى بيته من تلك الساعة. (يوحنّا 19: 25- 27)
ها قد بَلغتَ يا يسوع إلى الجَـبَلْ الذي أشتـَـتَ إليهِ ورافـَقـَتـْكَ إليـهِ شراسة البشر الذينَ لمْ يَكـُفوا عن تعذ يبـِكَ وإهانتِـكَ طوالَ الطريق ، ولزيادة العار ، رافقـوكَ بلصَّـين شـريرَّينْ ، أما أنـتَ الحَـمَـلُ الـوَد يـع ، فـتـُقـَدِ مْ يَدَّ يكَ ورجْـلـَّيكْ لـلمَـسامير الحادَّ ة وجَـسـدَّ كَ للعذاب الهائلْ دونَ أنْ تـُقـاومْ شراسـة جَّـلاد يكَ.
فـمَنْ يـسـتطيع أنْ يَـراكَ على هذه الحالْ و يتأمَـلـُكَ فـي هـذا العذابْ دونَ أن يَتـَمَزَق قـلبُـه توجُعاً وندامة ، فأسمَحْ لي يـا مُخلصي الحَبيبْ بأنْ أقتربَ مِنكَ وأقـَّبـِلَ جراحكَ المقدسة وأتلقى هـذا الدَّ مْ الثمين الذي يَـسـفـَكُ لأجلي ، فيا جِراحَ مُخلصي ودمه ، أغـسلي نفـسي وطهِّري حياتي وجَّـدِّ دي محبتي فأمنحني يا يسوع أن أتقبلْ آلامي اليومية وأقرنهـا مع آلامَكَ للتعويض عنْ خطاياي والأشتراك في الخلاص الذي حَّـقـَّقتَهُ لي آمـــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع المسمّر على الصليب لأجلي، وفّقني لأن أَصلُب جسدي دائماً بروح الإماتة والصوم والصلاة. فتكون حركات يديّ، وخطوات رجليّ، وعواطف قلبي كلّها بحسب إرادتك الإلهية. وأجدّ دائماً في تقديس نفسي وفي خير القريب.
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
ليت لي معك نصيباً في الأسى أقضي نحيباً واقفاً جنب الصليب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الثانية عشرة : يسوع يموت على الصليب.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
وأخذ أحد المجرمَين المعلّقين على الصليب يشتمه ويقول له : «أما أنت المسيح ؟ فخلِّص نفسك وخلّصنا!» فانتهره المجرم الآخر قال : «أما تخاف الله وأنت تتحمّل العقاب نفسه ؟ نحن عقابنا عدل ، نلناه جزاء أعمالنا، أمّا هو فما عمل سوءً». وقال: «أذكرني يا يسوع، متى جئت في ملكوتك». فأجاب يسوع: «الحقّ أقول لك: ستكون اليوم معي في الفردوس». (لوقا 23: 39- 43)
وعند الظهر خيّم الظلام على الأرض كلّها حتّى الساعة الثالثة. واحتجبت الشمس وانشقّ حجاب الهيكل من الوسط. وصرخ يسوع صرخة قوية: «يا أبي، في يديك أستودع روحي». قال هذا وأسلم الروح. (لوقا 23: 44- 46)
هوذا قد أكتَمَلـَتْ الذبيحـة وتمَّت المَّحرَقـة ، ها إنَّ إرادة الآبْ قد تحَققتْ ، هوذا الأبن الحبيبْ مُعَّـلقـاً على الصليبْ صائِراً مَـشهداً اليماً للسماءِ و الأرض و العناصر ، ها قد مات يسوع الحبيبْ وأرتسَمَتْ عـلامات المَوت على ذلكَ الوجهه البَهـي ، أجل يا يـسوع أنتَ تموت بَعدَ أن أكمَّلتَ إرادة الآبْ على الأرض وحَقـقـتَ الخلاص للبشـر وصالحتهُمْ مع أبيكَ السماوي (( لقد تمَّتْ كـُلَ شـيء )) لقد بَذلتَ ذاتَكَ كـُلِهـا لأجلِهـِمْ : (( ما مِنْ حُبٍ أعظـمْ حُبْ مَنْ يَبذ لُ ذاتهُ في سبيلْ أحبائهِ )).
فلا تسمَح يا يسوع بـأنْ أجعَـلَ عَمَلَ فِدائي باطِـلاً بأستمراري على الخطيئة ، لا تدعني أنحَـدِ ر مِنْ جبَل آلامِكَ دونَ أنْ تطبَعَها في أعماق قلبي ، لِكي أكـونَ في هذا العالمْ على شِـبهِ صورَتـِكَ وأساهِـمُ مَعَـكَ في خلاص الكونْ كـُلِه آمــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع المسلِم روحك على الصليب، بين يدَيّ أبيك السماوي، مُنَّ عليّ أن أحتمل أوجاع الموت حبّاً لك. حتّى إذا قبلتُ الأسرار المقدّسة قبل وفاتي، أُسلِم روحي بين يديك وأيدي مريم ويوسف، فلا يذهب سدىً عمل فدائي.
(أبانا، السلام، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
وليكن موت الحبيبِ وجراحات الصليبِ أمل الخاطي المثيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الثالثة عشرة : يسوع يُنزَل عن الصليب ويُسلَّم لأمّه.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
وكان ذلك يوم التهيئة للسبت ، فطلب اليهود من بيلاطس أن يأمر بكسر سيقان المصلوبين وإنزال جثثهم عن الصليب لئلا تبقى يوم السبت ، وخصوصاً أنّ ذلك السبت يوم عظيم . فجاء الجنود وكسروا ساقَي الأوّل والآخر المصلوبَين مع يسوع . ولمّا وصلوا إلى يسوع وجدوه ميتاً ، فما كسروا ساقيه. ولكنّ أحد الجنود طعنه بحربة في جنبه ، فخرج منه دم وماء . والذي رأى هذا يشهد به وشهادته صحيحة ، ويعرف أنّه يقول الحقّحتّى تؤمنوا مثله . وحدث هذا ليتمّ قول الكتاب : «لن ينكسر له عظم» . وجاء في آية أخرى : «سينظرون إلى الذي طعنوه». (يوحنّا 19: 31- 37)
لقد أنزلوا جسدَكَ يا يسـوع ووضَعوهُ بَينَ ذراعَّي أمِكَ الحزينة فما مِنْ ألمها إذ تشاهِـدُ وَجهَـكَ الذي شـَّوَّهـَّـتهُ الد ِماء وأرتـَسَـمَ عَـليهِ شـَّبَحُ الموتْ ، وجَـسَـدُ كَ الذي مَّـزَّ قـَّـتهُ الجَلـَدات وجَـبينـُكَ البهي الذي جَـرَحَـتـهُ أشـواكَ الأكليلْ ، ويَـدَّ يكَ ورجلـَّيـكَ وَقـَـدْ أخـْتـَرَ قـَتها تِلكَ المَـسـامير الرَهيبة ، و جَنبُكَ الذي طعَنهُ الجنديُّ بحَربة.
حقاً إن آلامَ مَريَمْ هائِلة لا توصَفْ ، ولكنها أحتـَمَـلتـْها دونَ تَذ مُرْ وقـَدَ مَّـتها للآب لِخلاصِنا نحنُ البشـرْ ، إنَّ عَذابَين أليمَّينْ الى الغاية سـاهَـما في خلاصي : ذبيحة جسدية في الأبن وذبيحة روحية فـي الأمْ ، أجل ، هذا هو الثمَنْ الباهظ الذي دفعَهُ يسوع ومَريَمْ لِخلاصي. فيا مَريَمْ ياسُـلطانة الـشـُهَـداء ، عَـلميني أنْ أتألمْ مثلك بشجاعة وإسـتسلامْ ، وأنْ أجعَلَ مِنْ آلامي وآلامْ أخوَتي البَشـَرْ عَلامة للفِداء و الخلاص آمـــــيـنْ.
صلاة
يا مريم الشديدة الأحزان، المحتضنة يسوع المُنزَل عن الصليب، أسألك أن تقبليني في عداد عبيدك، وتحضنيني بحنوّ ورأفة، ليكون خلاصي عن استحقاق أوجاعك الأليمة أيضاً.
(أبانا، السلام، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
بهواهُ أوثقيني بدماهُ أسكريني لي يكن فيه نصيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الرابعة عشرة : يسوع يُدفَن في القبر.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
وجاء عند المساء رجل غنيّ من الرامة اسمه يوسف ، وكان من تلاميذ يسوع. فدخل على بيلاطس وطلب جسد يسوع . فأمر بيلاطس أن يسلّموه إليه . فأخذ يوسف جسد يسوع ولفّه في كفن نظيف ، ووضعه في قبر جديد كان حفره لنفسه في الصخر، ثمّ دحرج حجراً كبيراً على باب القبر ومضى . وكانت مريم المجدلية ، ومريم الأخرى ، جالستين تجاه القبر. (متّى 27: 57- 61)
لقدْ مُتَّ يا يسوع و دُ فِنتَ مِثلَ سائِلَ البَـشـَرْ أخوتكْ وَسط دموع أمُك وأصدِ قـائـُكَ المُخلصين ، وضَّنَّ أعداؤكَ إنهُمْ أحرزوا عليك النصر النهائي وقضَّوا على نفوذِكَ ورسالـَتـِكَ.
ولكنكَ يا مُـلصي الحبيبْ عنْ قريبْ سَـتخرُج مِنَ القبرْ ، فههنا كلُ شيء يزولْ و ينتهي ، وكلُ شيء باطلْ ، وهذهِ الفكرة تَمنحني مَناعـة ضد الخطيئة وتعزية في المِحنة وشجاعة لِعَمَل الخيرْ ، وإذا أجتهَدتُ لكي أتألـمْ مَعَكَ ولأجلِكَ يامُخلصي ، فأنـكَ سَـتـُشركُـني يوماً في مَجدِ قيامَتِكَ ، لأشيدَ بمَدح ِ عَمَلِكَ الخلاصي مَدى الدهور آمـــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع المدفون في القبر، أسألك أن تدفن معك شهواتي وأميالي ورذائلي ، سبب جميع ما تحمّلته إلى الآن من الآلام والعذاب ، حتّى أقوم يوم الدينونة الأخيرة ، وأفوز بالسعادة الأبدية التي استحققتَها لي ، بآلامك وموتك على الصليب.
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
طهّريني بالندامة واحفظيني في القيامة من لظى نارٍ تذيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
صلاة ختامية
أيها الربُ يسوع المَسـيح ، يا مَنْ أنحَدَ رَ مِنَ السماء إلى الأرض مِـنْ حُضن الآبْ ، و سَـفك دَمه الكريمْ لِمَغـفِـرة خطايانا ، نسألـُكَ مُـتـَضرعين أنْ تؤهلنا لأنْ نـَسمَعْ مِنكَ يَـومَ الدينْ و نحنُ عَّـنْ يَمينِكْ : تعالوا يـ مُباركِ أبي رثوا المُلكَ المُعِـدَّ لكـُمْ مُنذ إنشـاء العالمْ.
أيها المَـسيحْ الإله ، إننا نـَلتمِـسُ أن تكونْ لنا شفيعة لدى رَحمَتك الآن و في سـاعة مَوتنا والِدَ تـُكَ البَتولْ مَـريَـمْ الكلية القداسـة التي غاصَ في نـفـسِـها رُمحُ الحزنْ عندَ سـاعة مَوتِكَ ، لأنـَكَ تحيا و تمْـلـُكْ مَعَ أبيكَ و روحُكَ القدُّوسْ إلى دهر الداهرين ،
آمـــــــــيـنْ.
يا مخلصي المصلوب ,لقد تبعتك على طول الطريق المؤدية الى الجلجلة. كانت طريق تجربة مرة ومؤلمة لكنك قبلت درب الصليب كفعل حب. حبك لي ليس له حدود .. ساعدني ان احمل صليبي بروح استسلام ادق لإرادتك المقدسة .
نعمة ربّنا يسوع المسيح تكون معكم دائماً ، وذكر آلامه المقدّسة وقوّتها تستقرّ في قلوبكم ، ورسم صليبه الطاهر ينجّيكم من جميع أعدائكم ، بإسم الآب والإبن والروح القدس.
آمـــــــــيـنْ.
ملاحظة : -
1 ـ
ان صلاة درب الصليب هي صلاة تقام كلّ يوم جمعة من الصوم الكبير المقدس السابق للفصح وتقام صلاة درب الصليب في الكنائس وهي عبادة شائعة نشأت في القرن الخامس عشر، فانتشرت في العالم كلّه. وما غايتها إلا مرافقة يسوع في طريق آلامه، للتأمّل فيها وللإستفادة الروحية منها. فلنقم بها نادمين على خطايانا متأمّلين آلام يسوع بصحبة العذراء أمّ الأوجاع.
ان كل مرحلة من المراحل الاربعة عشر لدرب الصليب تقف عند حدث تم خلال آلام يسوع المسيح وموته على جبل الجلجلة في يوم الجمعة العظيمة. يقوم الشخص الذي يؤدي درب الصليب بالتأمل في الحدث الموصوف في كل مرحلة . ثم الصلاة
وبالنسبة لمكان تأدية درب الصليب فتوجد في العديد من الكنائس والمصليات الكاثوليكية وعلى طول الجدران الجانبية من الداخل اربع عشر لوحة تمثل كل منها مرحلة من مراحل درب الصليب فيقوم الشخص الذي يؤدي درب الصليب بالوقوف عند كل مرحلة حيث يصلي ويتأمل في ذلك الحدث الذي مر به السيد المسيح خلال آلامه وموته .
و ممكن أن يؤدى درب الصليب في الكنيسة او في أي مكان ، مع مجموعة من الأشخاص ، على انفراد ، وعقلياً . ولا توجد صلوات خاصة تتوجب تلاوتها . هناك عدة صلوات مختلفة ، جميلة وعميقة كتبها العديد من الناس على مرّ القرون ولكن يمكنك أن تضع صلاتك الخاصة التي تتلوها عندما تتأمل في كل مرحلة.
صلاة افتتاحية
يا يسوع ارجو ان اتبعك خطوة خطوة على طول طريق الصليب المحزن . ساعدني ان اجعل هذا التأمل في آلامك وموتك رياضة روحية مثمرة لنفسي . امنحني ان تعطيني هذه التأملات ندما وتوبة عن جميع الخطايا والإهانات التي سببتها لله اللامحدودة .
درب الصـلـيـب
صلاة البداية
يا سيّدي يسوع المسيح، ها أنا منطرح على قدميك، أطلب منك غفران ذنوبي التي أبكي عليها متوجّعاً، لأنّي بها أهنتك أنت الصلاح غير المتناهي، وأقصد أن لا أعود إليها أبداً، وأن أحبّك فوق كلّ شيء، وتعويضاً عن ديوني لعدلك الإلهي، أقدّم لك ممارسة هذه الصلاة متّحداً بالروح بمسيرك المؤلم في طريق الجلجلة، فاقبل منّي هذه الصلاة واشملني وجميع النفوس المطهرية المتألّمة بغفرانك الإلهي. آمين.
كانت الأمّ الكئيبة وابنها عالٍ صليبه قربه تبدي النحيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الأولى : نتأملُ يسوع محكَوما ًعليه بالموت.
نسجد لك أيّها المسيح و نبارككْ.
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
فلمّا سمع بيلاطس هذا الكلام أخرج يسوع وجلس على كرسيّ القضاء في موضع يسمّى «البلاط»، وبالعبرية جبّاثا. وكان ذلك يوم الجمعة، يوم التهيئة للفصح، والوقت نحو الظهر. فقال لليهود: «ها هو ملككم!» فصاحوا: «أقتله! أقتله! إصلبه!» فقال لهم بيلاطس: «أأصلب ملككم؟» فأجاب رؤساء الكهنة: «لا ملك علينا إلا القيصر!» فأسلمه إليهم ليصلبوه. (يوحنّا 19: 13- 16)
صرخ الشعبْ قائلاً ( لِيُصلبْ ) تأمَلي يا نفسي مَن هذا الذي يُحكمْ عليهِ ؟ أنهُ يسوع البرارة اللا مُتناهـية ، ويُحكمْ عليه لأجلي أنا الخاطيء ، بهذا الحكم القاسي والقضاء عديم الرحمة.
فأنت يا يسوع تريد أن تموت لأجلي ، وأنا بخطاياي هـو ذلكَ الشاهد الذي يُقرفكَ وذاكَ القاضي الذي يحكمُ عليكْ ظلماً ، أنـت يا إلهي أعطيتي الحياة ، وأنا أسَـلِمُكَ الى المَوتْ.
فها أنا نادمٌ على خطاياي مِنْ صميمَ قلبي ، فـساعدني من الآن لأبقى أميناً معكْ ، فلا يفصلني شيء عنكَ في د روبْ هـذهِ الحـياة الأليمة ، آمينْ.
صلاة
يا يسوع المحكوم عليك بالموت ، نجّني بهذا الحكم غير العادل ، من حكم الموت الأبدي الذي طالما استوجبتُه بارتكابي الخطايا.
(أبانا الذي ... الـسـلامُ عَليكِ ... المجد للآب .. )
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
مزّق الحزن حشاها مثل سيفٍ قد براها إنّه حزن مذيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الثانية :نتأملُ يسـوع حامِلاً صليبهُ
نسجد لك أيّها المسيح و نبارككْ.
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
وقال يسوع لتلاميذه: «من أراد أن يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني ، لأنّ الذي يريد أن يخلّص حياته يخسرها ، ولكنّ الذي يخسر حياته في سبيلي يجدها . وماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه ؟ وبماذا يفدي الإنسان نفسه ؟» (متّى 16: 24-26 )
يا يسوع إلهي ، إني أراكَ ذاهباً إلى الجلجلة واكليل الشوك على رأسِكَ ، والدِماء جارية من جسمِك كـُلهِ ، وأنت تَعتَنِقُ الصليبْ بكلِ شوقٍ ووَداعة ، أنكَ تَقتَبلُ الصليبْ بتواضع ، وأنا بكبريائي أبتعِدُ عن التوبة.
فأنت يامُخلصي تُعَلمني أن أتألمْ كي أتعلمْ أن أخلصَ نفـسي ، وأنا أتغافلْ عن خلاصي لأني أرفض التألمَ مَعَكَ.
فـساعدني يا يسوع كي أنكر ذاتي وأتخلى عـن أنانيتي وأكون دوما مستعداً لِتَلقي صُلبان الحياة لكي أساهم بحملِها في خلاصي وخلاص أخوتي البشـر آمينْ.
صلاة
يا يسوع الحامل صليبك لأجلي، أنعم عليّ أن أخضع لأحكامك الإلهية مسروراً، فأحمل صليب البلايا، حبّاً لك.
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
يا لآلامٍ جسيمة ولأحزانٍ أليمة كابدت أمّ الحبيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الثالثة : يسوع يقع تحت الصليب للمرّة الأولى
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والرازحين تحت أثقالكم وأنا أريحكم . إحملوا نيري وتعلّموا منّي تجدوا الراحة لنفوسكم ، فأنا وديع متواضع القلب ، ونيري هيّن وحملي خفيف . (متّى 11: 28- 30)
يا للمشهد الأليم ، يسوع يسقط على الأرض تحت الصليب ، لقد خذله الجميع وليسَ مَن يَشفق عليه ، بل يهجم الجـلادون عليه وينهضونه بشراسة وينهلونَ عليه ضرباً ورفـسا ولطماً ، ويشبعونه إهانات ، وهو صابر وصامت. فأنت يا يسـوع تصبر على جميع هـذه الآلام والإهانات صامِتاً ، وأنـا أهربُ مـنَ الصعوباتْ وأغـتاظ مـن الإهانات وأتـشكى من الصلبان التي ترسـلها لـي.
فـيا يسوع إلهي ، أخفض كبريائي وأمنحني فضـيلة الـصبـر حـتـى أقـتـدي بـِكَ وأتعَّلمْ النهوضَ مِـنْ سَــقـَطـاتـي بتواضع عميق آمـــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع الواقع تحت الصليب للمرّة الأولى ، أعضدني بيمينك القديرة ، لأنتصر على أعدائي المنظورين وغير المنظورين ، فلا أقع تحت ثقل غضبك الرهيب
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
أيّ مرءٍ ليس ينحب إذ يرى أمّاً تعذّب وحشاها في لهيب ؟
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الرابعة : يسوع يلتقي أمّه الحزينة
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
فتعجّب أبوه وأمّه ممّا قاله سمعان فيه. وباركهما سمعان وقال لمريم أمّه: «هذا الطفل اختاره الله لسقوط كثير من الناس وقيام كثير منهم في اسرائيل. وهو علامة من الله يقاومونها، لتنكشف خفايا أفكارهم. وأمّا أنت، فسيف الأحزان سينفذ في قلبك». (لوقا 2: 33- 35)
يا لهُ مِنْ لقاءٌ أليمْ ، مريم تلتقي إبنها الحبيبْ في تلكَ الحالة الأليمة والمُهينة ، إنها تسيرُ مَعهُ على طريق الآلام والخلاص ، وتـشاركهُ مأساتهُ المُرة ، وتقاسي في قلبهـا ما يُكابدهُ من الآلام في جَـسـدهِ ، أنه لِقاءٌ يجعَلُ عَذابَ الأبن عَذابَ الأمْ ، إنَ خطاياي الجسيمة هي التي تطعَنُ يسوع في جسدهِ وتطعنكِ أنتِ أيَتها الأم الحبيبة في قلبكِ الرقيقْ ، ولكي أعلمُ أن يسوع هـو ينبوع الرحمة وإنكِ أنتِ ملجأ الخطاة.
فإليكِ التجيء أيتها الأمُ الحَنونْ ، بـِقلبٍ مُنـسَحق بالندامة فـأسـتمـدي لي مِنْ إبنِكِ المَغفِرة والثبات في المحبة إلى الأخير آمــــــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع الغائص في لجّة الأوجاع، ويا مريم المطعونة بسيف الحزن، أسألكما بهذا التلاقي المرّ، أن تجعلاني ألاقي ديّاني العادلعند ساعة موتي، ووجهه وجه أب رحيم.
(أبانا، السلام، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
كيف لا تغلي مشاعر من يرى أمّاً تشاطر إبنها الرزء المشيب ؟
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الخامسة : سمعان القيرواني يعين يسوع على حمل الصليب.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
وبينما هم ذاهبون به ، أمسكوا سمعان ، وهو رجل قيريني كان راجعاً من الحقل ، فألقوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع . (لوقا 23: 26)
يا يسوع ، لقد بلغَ مِنكَ الضعف إلى حَدٍ إنكَ تعجزُ عن حلِ صليبكَ الثقيلْ ، فأرغموا رجُلاً عابرَ سَبيلٍ لكي يُساعِدُكَ في حَمْلِهِ ، أنَ هذا لدَرسٌ بَليغ لي أنا الخاطيء ، فإنني مِثلَ ذاكَ القيروانـي لا أحْتمِلُ بأختياري الصلبان التي ترسلها لي ، بل غالِباً ما أحتمِلها مُكرهاً ومُتذمِراً ، إنني في سبيلْ لذاتي ومَصالِحي الشخصية لا أُبالي بالأتعابْ ولا أخافُ من الأخطار ولا أتردَ دُ أمامَ الصعوباتْ والجهود ، أما لأجلِكَ يا يـسـوع الحبيبْ ، فإني أسـتثقِلُ كلَ شيء وأهرَبُ مِن كـُلَ شيء وأسْتصْعِبُ كـُلَ شيء.
فـيا يـسـوع إلهي ، أمنحني الشجاعة والعزم لِكي أسيرَ مَعَكَ دومأً فـأحمِلَ صليبي اليومي بمحبة وإخلاص آمــــيـن.
صلاة
يا يسوع الذي أعانك سمعان القيريني على حمل الصليب ، أنعم عليّ أن أحتمل باختياري لا رغماً عنّي ، صليب الشدائد ونير شريعتك اللين.
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
شاهدت تلك الحزينة بكرها يلقى منونه وهو في الكرب كئيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة السادسة: إمرأة قدّيسة تمسح وجه يسوع بمنديل.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
هذه هي وصيّتي : أحبّوا بعضكم بعضاً مثلما أحببتكم . ما من حبّ أعظم من هذا : أن يضحّي الإنسان بنفسه في سبيل أحبّائه. (يوحنّا 15: 12- 13)
لقد تأثرتَ يايسوع بهذهِ البادِرة أظهَرَتهـا نحوَكَ تلكَ المرأة الشفوق إذ مَـسَحَتْ وَجهكَ المُّشوِّه بالدماء والبصاق ، فطبعتَ صورة وجهَكَ في مَنديلِهـا.
يايسوع ، إنني كثيراً ما شـوَّهتَ وجهَكَ في نفسي بالخطيئة فعَلمني أن اجَدِدَ صُورَتكَ البهية في ذاتي بمُماسة الإماتات والقيام بالجهود اليومية والطاعة لِوَصاياكَ المُقدَسة ، أمنحني يا يسوع ، على مِثالْ هذه المَرأة القديسة ، أن أمْسَحَ وجهَّكَ بالتعويض عن الإهاناتْ التي تلحقهُ مِنَ البشر ، وأن أكون لكَ صورةً حَية مُشرقة في العالمْ آمــــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع الطابع صورة وجهك الأقدس ، في منديل القدّيسة فيرونيكا ، أتوسّل إليك أن تخلق فيّ قلباً نقيّاً ، وتطبع فيه صورة وجهك المشوّه بالجروح، الملطّخ بالدماء ، لأتذكّر دائماً آلامك الشديدة.
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
أشركيني، أمّ ربّي في أسىً يجعل قلبي يذرف الدمع الصبيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة السابعة: يسوع يقع تحت الصليب للمرّة الثانية.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
أوشليم ، أورشليم ! يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها ! كم مرّة أردت أن أجمع أبناءك ، مثلما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ، فما أردتم . وها هو بيتكم متروك لكم . (لوقا 13: 34- 35)
يا يسوع ، ليس ثقلُ الصليبْ هو الذي أسقطكَ على الأرض ، بل ثقلُ خطاياي المُتكـررة كـلَ يوم ، فأنتَ الود يعُ الحَليمْ تـسقي الأرض بعَرقِكَ ودَمِكَ برأسٍ مُنحَني ، وأنا أرفعُ رأسي نحو السماء مُتـكبراً وناسياً إنني لسـتُ سوى ترابٍ حقير.
فما أعظم خجَلي وما أشـد ألمي حينما أرى ذاتي ضعـيفاً أمامَ التجارب ومُتذبذِباً في مَقاصد ي ومُتردِداً في تجنبْ فرَصْ الخطيئة.
فيا يسـوع الحبيب أجعلني أتجَنبُ الخطيئة وأضاعِف الـسهر على حياتي وسيرتي ، والحرارة في صلاتي ، لِكي أكونَ دوماً مُتهيئاً لِخدمَتِكَ آمــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع الواقع تحت الصليب مرة ثانية ، آتني نعمة فعّالة ، لأهرب من الأسباب التي تحملني على تجديد إهانتك ، بمخالفتي وصاياك ووصايا كنيستك المقدّسة.
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
أضرمي نار الوداد لإلهي في فؤادي كي أرى مجد الصليب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الثامنة : يسوع يعزّي بنات أورشليم.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
وتبعه جمهور كبير من الشعب، ومن نساء كنّ يلطمن صدورهنّ ويَنُحنَ عليه. فالتفت يسوع إليهنّ وقال: «لا تبكين عليّ يا بنات أورشليم، بل ابكين على أنفسكنّ وعلى أولادكنّ . ستجيء أيّام يقال فيها: هنيئاً للواتي ما حبلن ولا ولدن ولا أرضعن. ويقال للجبال اسقطي علينا ، وللتلال غطّينا . فإذا كانوا هكذا يفعلون بالغصن الأخضر، فكيف تكون حال الغصن اليابس؟» (لوقا 23: 27- 31)
يا يسوع ، إنني أفهَمُ الآنَ ما مَعنى قولِكَ : ( يا بنات أورشليمْ ، لا تبكينَ عليَّ ، بَلْ أبكينَ على أنفـُسِكنَّ و على أولادِ كنَّ ) أجَلْ يجـبُ عليَّ أن أبكي على ذاتي و على الخطيئة التي هي سـبَبُ آلامكَ وسـبب الفوضى في العالمْ.
فيادمَ يسـوع و مُخلصي ، لـّـينْ قـلبي القاسي ، وأنـرْ عقلي المُظلمْ ، وأملْ إرادتي المُتمَردة ، فأنا نادِمٌ مِنْ صميمَ قلبي على خطاياي ، وسـأبكي عليها إلى سـاعة موتي ، وأرتضي بالموت ألف مَرة ولا أرجَع إلى الخطيئة مرة أخرى ، فقوِّ يا يسوع ندامتي ، وثـَّبتْ قصدي بنعـمَتِكَ الإلهية آمــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع المعزّي بنات أورشليم ، شجّعني بقدرتك ومثالك ، على أن أبكي ما صدر منّي بحقّ أوامرك الإلهية ، فأستحقّ تعزيتك في حياتي ومماتي.
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
إطبعي في لوح قلبي كلّ جرح نال ربّي أمّ فاديّ العجيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة التاسعة: يسوع يقع تحت الصليب للمرّة الثالثة.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
الحقّ الحقّ أقول لكم: إن كانت الحبّة من الحنطة لا تقع في الأرض وتموت، تبقى وحدها. وإن ماتت أخرجت حبّاً كثيراً. اليوم دينونة هذا العالم. واليوم يُطرَد سيّد هذا العالم. وأنا متى ارتفعت من هذه الأرض، جذبت إليّ الناس أجمعين. (يوحنّا 12: 24، 32)
يا يسوع مخلصي ، إني أشاهِدُ كَ سـاقطاً تحتَ الصليبْ للمرة الثالثة ، ليـست خشبة الصليبْ هي التي تـُثقِلُ عليكَ و تسحَقكْ ، بلْ ثقلُ خطاياي المُتكـررة ، فسقطاتي المُتواتِرة في الخطيئة هي التي تـُسـَّـببُ سَـقطاتِكْ ، فكـمْ مِنْ مَّرة أرجع مِن الخطيئة إلى الإعتراف و مِنَ الإعتراف إلى الخطيئة.
إنَّ ثقلَ الذي يسحقكَ هو تفكيرُكَ في النفوس العديدة التي تهلكْ بالرغمْ مِنْ آلامِكَ ، فمـا أكثر الناس الذين لا يُبالونَ في عَصرنا بالآلامْ التي أحتَمَلتَها لأجلِهمْ.
فأمنحني يا يسوع الشجاعة لـكي أنهَّضْ مِن سَـقطاتي وأسيرُ إليكَ بإخلاص مُتجَدِ د ، وأن أسعى دوماً في أن أجعَـلَ آلامَكَ مُفيدة لأكبر عدد مُمكن من الناس الذين أفتدَيتهـمْ بدمِكَ الثمينْ آمــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع الواقع تحت الصليب مرّة ثالثة ، قوّني بنعمتك ، كيلا أعود من التوبة إلى الخطيئة مرة أخرى . واجعلني أتّضع ههنا لأرتفع بقوّتك في الملكوت السماوي.
(أبانا، السلام، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
أشركيني في مصابِ واكتئاب وعذابِ ذاقها الإبن الحبيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة العاشرة : يسوع يُعرّى من ثيابه ويُسقى خلاً ومرّاً.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
ولمّا صلب الجنود يسوع أخذوا ثيابه وقسموها أربع حصص ، لكلّ جندي حصّة . وأخذوا قميصه أيضاً وكان قطعة واحدة لا خياطة بها ، منسوجة كلّها من أعلى إلى أسفل . فقال بعضهم لبعض : «لا نشقّ هذا القميص ، بل نقترع عليه ، فنرى لمن يكون». فتمّ قول الكتاب : «تقاسموا ثيابي ، وعلى قميصي اقترعوا». (يوحنّا 19: 23- 24)
يا يسوع ، لقد أنتزع الجنود ثيابَكَ المُلتصِقة بجراح جسمِكَ وأقاموكَ عرياناً تـسـيلُ مِنكَ الدِماءُ الغزيرة ، أما أنا فأتزيَّنُ بالملابس الفاخِرة وأعكِفُ على اللذات والأباطيلْ ، أنتَ تـُسقى خلاً ومَرارة ، أما أنا فأتنعَّمْ بما يُطيبُ لي ويُرضي شـَّراهَّـتي ، أنتَ تَشـبَعْ مِنَ الأوجاع والإهانات ، أما أنا فأبتعِدُ عن التوبة والإماتة ، فهل مِنَ العدل أن تكونْ أنتَ البار مُـتعَّـذِباً وأنا الخاطيء مُـتَنعِـماً.
فأمنحني يامُخلصي عَزماً ثابـتاً لكي أمارسَ الإماتة والتوبة عن خطاياي وخطايا أخوتي البـشـر ، وساعدني لكي أتجـرَدُ مِنْ كـُلْ مخلوق فلا أتعَّـلـَّقْ إلا بكَ أنتَ خيري الأوحَّد ومُخلصي الحبيبْ آمـــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع المعرّى من ثيابك ، المسقى خلاً ممزوجاً بمرارة ، أسألك أن تعرّيني من جميع رذائلي ، ومن حبّي لذاتي وللعالم . وأن تساعدني على تجرّع مرارة الأكدار حبّاً لك.
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
إجعليني معك أفجع ومع المصلوب أوجع فبذا عيشي يطيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الحادية عشرة: يسوع يُسمَّر على الصليب.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
فأخذوا يسوع فخرج وهو يحمل صليبه إلى مكان يسمّى الجمجمة، وبالعبرية جلجثة. فصلبوه هناك وصلبوا معه رجلين ، كلّ واحد منهما في جهة، وبينهما يسوع . (يوحنّا 19: 17- 18)
وهناك، عند صليب يسوع ، وقفت أمّه ، وأخت أمّه مريم زوجة كلوبا ، ومريم المجدلية . ورأى يسوع أمّه وإلى جانبها التلميذ الحبيب إليه، فقال لأمّه : «يا امرأة، هذا ابنك». وقال للتلميذ : «هذه أمّك». فأخذها التلميذ إلى بيته من تلك الساعة. (يوحنّا 19: 25- 27)
ها قد بَلغتَ يا يسوع إلى الجَـبَلْ الذي أشتـَـتَ إليهِ ورافـَقـَتـْكَ إليـهِ شراسة البشر الذينَ لمْ يَكـُفوا عن تعذ يبـِكَ وإهانتِـكَ طوالَ الطريق ، ولزيادة العار ، رافقـوكَ بلصَّـين شـريرَّينْ ، أما أنـتَ الحَـمَـلُ الـوَد يـع ، فـتـُقـَدِ مْ يَدَّ يكَ ورجْـلـَّيكْ لـلمَـسامير الحادَّ ة وجَـسـدَّ كَ للعذاب الهائلْ دونَ أنْ تـُقـاومْ شراسـة جَّـلاد يكَ.
فـمَنْ يـسـتطيع أنْ يَـراكَ على هذه الحالْ و يتأمَـلـُكَ فـي هـذا العذابْ دونَ أن يَتـَمَزَق قـلبُـه توجُعاً وندامة ، فأسمَحْ لي يـا مُخلصي الحَبيبْ بأنْ أقتربَ مِنكَ وأقـَّبـِلَ جراحكَ المقدسة وأتلقى هـذا الدَّ مْ الثمين الذي يَـسـفـَكُ لأجلي ، فيا جِراحَ مُخلصي ودمه ، أغـسلي نفـسي وطهِّري حياتي وجَّـدِّ دي محبتي فأمنحني يا يسوع أن أتقبلْ آلامي اليومية وأقرنهـا مع آلامَكَ للتعويض عنْ خطاياي والأشتراك في الخلاص الذي حَّـقـَّقتَهُ لي آمـــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع المسمّر على الصليب لأجلي، وفّقني لأن أَصلُب جسدي دائماً بروح الإماتة والصوم والصلاة. فتكون حركات يديّ، وخطوات رجليّ، وعواطف قلبي كلّها بحسب إرادتك الإلهية. وأجدّ دائماً في تقديس نفسي وفي خير القريب.
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
ليت لي معك نصيباً في الأسى أقضي نحيباً واقفاً جنب الصليب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الثانية عشرة : يسوع يموت على الصليب.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
وأخذ أحد المجرمَين المعلّقين على الصليب يشتمه ويقول له : «أما أنت المسيح ؟ فخلِّص نفسك وخلّصنا!» فانتهره المجرم الآخر قال : «أما تخاف الله وأنت تتحمّل العقاب نفسه ؟ نحن عقابنا عدل ، نلناه جزاء أعمالنا، أمّا هو فما عمل سوءً». وقال: «أذكرني يا يسوع، متى جئت في ملكوتك». فأجاب يسوع: «الحقّ أقول لك: ستكون اليوم معي في الفردوس». (لوقا 23: 39- 43)
وعند الظهر خيّم الظلام على الأرض كلّها حتّى الساعة الثالثة. واحتجبت الشمس وانشقّ حجاب الهيكل من الوسط. وصرخ يسوع صرخة قوية: «يا أبي، في يديك أستودع روحي». قال هذا وأسلم الروح. (لوقا 23: 44- 46)
هوذا قد أكتَمَلـَتْ الذبيحـة وتمَّت المَّحرَقـة ، ها إنَّ إرادة الآبْ قد تحَققتْ ، هوذا الأبن الحبيبْ مُعَّـلقـاً على الصليبْ صائِراً مَـشهداً اليماً للسماءِ و الأرض و العناصر ، ها قد مات يسوع الحبيبْ وأرتسَمَتْ عـلامات المَوت على ذلكَ الوجهه البَهـي ، أجل يا يـسوع أنتَ تموت بَعدَ أن أكمَّلتَ إرادة الآبْ على الأرض وحَقـقـتَ الخلاص للبشـر وصالحتهُمْ مع أبيكَ السماوي (( لقد تمَّتْ كـُلَ شـيء )) لقد بَذلتَ ذاتَكَ كـُلِهـا لأجلِهـِمْ : (( ما مِنْ حُبٍ أعظـمْ حُبْ مَنْ يَبذ لُ ذاتهُ في سبيلْ أحبائهِ )).
فلا تسمَح يا يسوع بـأنْ أجعَـلَ عَمَلَ فِدائي باطِـلاً بأستمراري على الخطيئة ، لا تدعني أنحَـدِ ر مِنْ جبَل آلامِكَ دونَ أنْ تطبَعَها في أعماق قلبي ، لِكي أكـونَ في هذا العالمْ على شِـبهِ صورَتـِكَ وأساهِـمُ مَعَـكَ في خلاص الكونْ كـُلِه آمــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع المسلِم روحك على الصليب، بين يدَيّ أبيك السماوي، مُنَّ عليّ أن أحتمل أوجاع الموت حبّاً لك. حتّى إذا قبلتُ الأسرار المقدّسة قبل وفاتي، أُسلِم روحي بين يديك وأيدي مريم ويوسف، فلا يذهب سدىً عمل فدائي.
(أبانا، السلام، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
وليكن موت الحبيبِ وجراحات الصليبِ أمل الخاطي المثيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الثالثة عشرة : يسوع يُنزَل عن الصليب ويُسلَّم لأمّه.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
وكان ذلك يوم التهيئة للسبت ، فطلب اليهود من بيلاطس أن يأمر بكسر سيقان المصلوبين وإنزال جثثهم عن الصليب لئلا تبقى يوم السبت ، وخصوصاً أنّ ذلك السبت يوم عظيم . فجاء الجنود وكسروا ساقَي الأوّل والآخر المصلوبَين مع يسوع . ولمّا وصلوا إلى يسوع وجدوه ميتاً ، فما كسروا ساقيه. ولكنّ أحد الجنود طعنه بحربة في جنبه ، فخرج منه دم وماء . والذي رأى هذا يشهد به وشهادته صحيحة ، ويعرف أنّه يقول الحقّحتّى تؤمنوا مثله . وحدث هذا ليتمّ قول الكتاب : «لن ينكسر له عظم» . وجاء في آية أخرى : «سينظرون إلى الذي طعنوه». (يوحنّا 19: 31- 37)
لقد أنزلوا جسدَكَ يا يسـوع ووضَعوهُ بَينَ ذراعَّي أمِكَ الحزينة فما مِنْ ألمها إذ تشاهِـدُ وَجهَـكَ الذي شـَّوَّهـَّـتهُ الد ِماء وأرتـَسَـمَ عَـليهِ شـَّبَحُ الموتْ ، وجَـسَـدُ كَ الذي مَّـزَّ قـَّـتهُ الجَلـَدات وجَـبينـُكَ البهي الذي جَـرَحَـتـهُ أشـواكَ الأكليلْ ، ويَـدَّ يكَ ورجلـَّيـكَ وَقـَـدْ أخـْتـَرَ قـَتها تِلكَ المَـسـامير الرَهيبة ، و جَنبُكَ الذي طعَنهُ الجنديُّ بحَربة.
حقاً إن آلامَ مَريَمْ هائِلة لا توصَفْ ، ولكنها أحتـَمَـلتـْها دونَ تَذ مُرْ وقـَدَ مَّـتها للآب لِخلاصِنا نحنُ البشـرْ ، إنَّ عَذابَين أليمَّينْ الى الغاية سـاهَـما في خلاصي : ذبيحة جسدية في الأبن وذبيحة روحية فـي الأمْ ، أجل ، هذا هو الثمَنْ الباهظ الذي دفعَهُ يسوع ومَريَمْ لِخلاصي. فيا مَريَمْ ياسُـلطانة الـشـُهَـداء ، عَـلميني أنْ أتألمْ مثلك بشجاعة وإسـتسلامْ ، وأنْ أجعَلَ مِنْ آلامي وآلامْ أخوَتي البَشـَرْ عَلامة للفِداء و الخلاص آمـــــيـنْ.
صلاة
يا مريم الشديدة الأحزان، المحتضنة يسوع المُنزَل عن الصليب، أسألك أن تقبليني في عداد عبيدك، وتحضنيني بحنوّ ورأفة، ليكون خلاصي عن استحقاق أوجاعك الأليمة أيضاً.
(أبانا، السلام، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
بهواهُ أوثقيني بدماهُ أسكريني لي يكن فيه نصيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
المرحلة الرابعة عشرة : يسوع يُدفَن في القبر.
نسجد لك أيّها المسيح ونبارككْ
لأنّك بصليبكَ المقدّس إفتديتَ العالمْ
نصّ إنجيلي
وجاء عند المساء رجل غنيّ من الرامة اسمه يوسف ، وكان من تلاميذ يسوع. فدخل على بيلاطس وطلب جسد يسوع . فأمر بيلاطس أن يسلّموه إليه . فأخذ يوسف جسد يسوع ولفّه في كفن نظيف ، ووضعه في قبر جديد كان حفره لنفسه في الصخر، ثمّ دحرج حجراً كبيراً على باب القبر ومضى . وكانت مريم المجدلية ، ومريم الأخرى ، جالستين تجاه القبر. (متّى 27: 57- 61)
لقدْ مُتَّ يا يسوع و دُ فِنتَ مِثلَ سائِلَ البَـشـَرْ أخوتكْ وَسط دموع أمُك وأصدِ قـائـُكَ المُخلصين ، وضَّنَّ أعداؤكَ إنهُمْ أحرزوا عليك النصر النهائي وقضَّوا على نفوذِكَ ورسالـَتـِكَ.
ولكنكَ يا مُـلصي الحبيبْ عنْ قريبْ سَـتخرُج مِنَ القبرْ ، فههنا كلُ شيء يزولْ و ينتهي ، وكلُ شيء باطلْ ، وهذهِ الفكرة تَمنحني مَناعـة ضد الخطيئة وتعزية في المِحنة وشجاعة لِعَمَل الخيرْ ، وإذا أجتهَدتُ لكي أتألـمْ مَعَكَ ولأجلِكَ يامُخلصي ، فأنـكَ سَـتـُشركُـني يوماً في مَجدِ قيامَتِكَ ، لأشيدَ بمَدح ِ عَمَلِكَ الخلاصي مَدى الدهور آمـــــيـنْ.
صلاة
يا يسوع المدفون في القبر، أسألك أن تدفن معك شهواتي وأميالي ورذائلي ، سبب جميع ما تحمّلته إلى الآن من الآلام والعذاب ، حتّى أقوم يوم الدينونة الأخيرة ، وأفوز بالسعادة الأبدية التي استحققتَها لي ، بآلامك وموتك على الصليب.
(أبانا ، السلام ، المجد)
إرحمنا ياربّ .. إرحمنا
طهّريني بالندامة واحفظيني في القيامة من لظى نارٍ تذيب
( الـردة )
أيّتها الأمّ القدّيسة إجعلي جراحات وحيدك في قلبي منطبعة
صلاة ختامية
أيها الربُ يسوع المَسـيح ، يا مَنْ أنحَدَ رَ مِنَ السماء إلى الأرض مِـنْ حُضن الآبْ ، و سَـفك دَمه الكريمْ لِمَغـفِـرة خطايانا ، نسألـُكَ مُـتـَضرعين أنْ تؤهلنا لأنْ نـَسمَعْ مِنكَ يَـومَ الدينْ و نحنُ عَّـنْ يَمينِكْ : تعالوا يـ مُباركِ أبي رثوا المُلكَ المُعِـدَّ لكـُمْ مُنذ إنشـاء العالمْ.
أيها المَـسيحْ الإله ، إننا نـَلتمِـسُ أن تكونْ لنا شفيعة لدى رَحمَتك الآن و في سـاعة مَوتنا والِدَ تـُكَ البَتولْ مَـريَـمْ الكلية القداسـة التي غاصَ في نـفـسِـها رُمحُ الحزنْ عندَ سـاعة مَوتِكَ ، لأنـَكَ تحيا و تمْـلـُكْ مَعَ أبيكَ و روحُكَ القدُّوسْ إلى دهر الداهرين ،
آمـــــــــيـنْ.
يا مخلصي المصلوب ,لقد تبعتك على طول الطريق المؤدية الى الجلجلة. كانت طريق تجربة مرة ومؤلمة لكنك قبلت درب الصليب كفعل حب. حبك لي ليس له حدود .. ساعدني ان احمل صليبي بروح استسلام ادق لإرادتك المقدسة .
نعمة ربّنا يسوع المسيح تكون معكم دائماً ، وذكر آلامه المقدّسة وقوّتها تستقرّ في قلوبكم ، ورسم صليبه الطاهر ينجّيكم من جميع أعدائكم ، بإسم الآب والإبن والروح القدس.
آمـــــــــيـنْ.
ملاحظة : -
1 ـ
ـ النصوص الإنجيلية مأخوذة من الترجمة العربية المشتركة الصادرة عن دار الكتاب المقدّس في الشرق الأوسط .
2 ـ الصلوات مأخوذة من كتاب الترنيم الصادر عن المعهد الأكليركي ـ بيت جالا 1982
2 ـ الصلوات مأخوذة من كتاب الترنيم الصادر عن المعهد الأكليركي ـ بيت جالا 1982
أو
درب الصليب المقدس
الإعداد الشعري : نبيل بديوي
المرحلة الأولى
يسوع يُحكم عليه بالموت
خليقـةٌ آثمـةٌ تحاكمُ الإلــهَ
وأمّةٌ ظالمةٌ تدينُ من بَراها
شــكراً لك ياســيّدي يســـوعُ ياحبيبــــي
أتيتَ كيــما تفتـــدي نفسي على الصليبِ
يسـوعُ أمسـكْ بيدي ياغافـــرَ الذنــــوبِ
أجثومع الفجرِالندي لصبــركَ العجيــبِ
يا منْ قبلتَ طائعاً أنْ تفتــدي الأنــاما
تسيرُ سـيراً وادعاً وترتضـــي الآلاما
نُهديكً قلباً خاشـعاً والحُبَّ والهُيـــامــا
فامنحنا عيشاً هانئاً يُـحقــِــقُ الســــلاما
المرحلة الثانية
يســوع يحملُ صليبَهُ على منكبيه
يا من لأجلي قد أتى خَطا إلى الصليب
يا خالقــي حتّى متى أعيشُ في الذنوبِ
قـــبـلتَ كُــلَّ لــطمــةٍ ضُفِرّت بالأشــواكِ
فـيا لها مِـنْ محنــــــةٍ لخالـــقِ الأفــــلاك
وكمْ سرَتْ مِنْ رعشةٍ في كـلِّ قلــبٍ بــاكِ
ويا لها مِنْ عِبرَةٍ عصــــــيَّـةِ الإدراكِ
رؤى السماءِ مُذهِلهْ وســــرُّها لــم يُفهَـــم
وشَعبنُنا ما أجهَلَـــهْ عن الإلـه قـد عَمـــي
فقـــــادَهُ للجُــلجُـــله فـــذاقَ مــــــرَّ الألـــمِ ِ
ياسيِّدي لا ترذُ لــــهْ بل اعفُ عنــه وارحم
+ + + + + + +
المرحلة الثالثة
يسوع يسقط تحت الصليب للمَّرة الأولى .
ياعيــنُ هِلِّي بالدمـــوعْ لهول ذاكَ المشـــــــــهدِ
فالموتُ يدنو من يسوعْ وقـد أتـى ليـفتـــــــــــدي
ها أنتَ منـهوكَ القـــوى تنالُ حُكـــمَ المجرميـــنْ
ومالك ذنـبَ سِــــــــوى أنْ تفتــدينا أجمعيــــــنْ
والجسمُ كالغُصنِ التوى والروحُ يأبى أنْ يليـــنْ
من نبعكَ الشعبُ ارتوى وارتدَّ كيــدُ الحاقديـــــنْ
ســرتَ كشــاةٍ صــــامتاً قبلتَ هُـزْءَ الشـــامتيــنْ
مالــي أراكَ نـــازفــــــاً وأنـتَ ربَ العالميــــــنْ
ســــــــرٌ أراهُ غامضـــاً فامنحنـي ياربٌ اليقيـــنْ
كــــيما أظـــــــلَّ ثـابتــاً في وحيكَ الهادي الأمين
+ + + + + + +
المرحلة الرابعة
يسوع يقابل أمهُ مريم العذراء
نوحي يا أمَّي لدفني نوحي بالدمع الهتونِ
أمتي قــدْ أنكــرتنـي أســـــلمتني للمنـــونِ
شــاهدتهُ الطاهـــرةَ حيــن ذاكَ الفجرُ لاحْ
وفتـــــاةُ الناصـــرة واكبتـــــــهُ بالنــــواحْ
والأيــــادي الغادره شـوَّهتْ وجهَ الصباحْ
يا لأم ٍ صــــابــــره عايشَتْ عمـقَ الجراحْ
أمــيَّ لاتجـــــــزعي إنْ تــــري هذا العذابا
واصبري اليومَ معي إنني اخترتُ الصـعابا
في حــنايا أضلُـعــي أنشــبوا ظفــــراً ونابا
رُغمَ موتي المفجع أعطهمْ ربّي الصــوابا
+ + + + + + +
المرحلة الخامسة
سمعان القيرواني يُعين يسوع على حمل الصليب
ياربُّ في دربِ الصليبْ حملتَ ذنبَ البشـــــــرِ
ســــرٌ له تهفــــو القلوبْ ســـرُّ الفــداءِ الأكبــــرِ
لـــما رآكَ صــــــالبوكْ تئــِنُ فـي حملِ الصليبْ
يا ليتهــــم إذْ عذبــــــوكْ قدْ أدركوا السـرَّ العجيبْ
في ضـعفكَ لمْ يعــرفوكْ والجسمُ غطتـهُ النـــدوبْ
جاؤوا بـه كي يســعفوكْ ذاكَ هــو الأمــرُ الغريبْ
من بلدةٍ في القيـــــروانْ ســــار على الدربِ معَكْ
سـمعانُ في ذاكَ الزمانْ أتـــاكَ حتــّــى يسمعَـــكْ
سـمعانُ أنتَ المُسـتعانْ عن قصـــدهِ من أطلَعَـــكْ
ياربي يا نبـــــعَ الحنانْ ســــاعدني حتى أتبــــعكْ
+ + + + + + +
المرحلة السادسة
القديسة فيرونيكا تمسحُ وجهَ يسوع الأقدس
حطمتَ الموتَ وخلصتَ بصـليبكَ ياربَّ القُـــواتْ
كُلَّ المســــكونةِ أنقـــذتَ إذْ قُمتَ منْ بينِ الأمواتْ
جللٌ إيمانُكِ يا إمــــــرأةٌ لم تخشي من بطش الأثَمةْ
فأتيــتِ وتحدوكِ ثقــــــةٌ والحبُ أقوى من الظَـلَـمَـة
" فيروني" امرأةٌ خاشعةٌ إقتربت منكَ كما النَسَــمَـة
صورتُـكَ ذكرى عاطِـرَةٌ إنجيـــلٌ يمنـــحُنا نِــــعَمَــه
بحنانُـكَ دوماً ياربِّــــــي إمنحنـــي أنْ أحيــــــا فيكَ
ياربِّي يا نبـــعَ الحُــــبِ بصـــلاتيَ دومــاً أدعوكــا
إطبعْ صورتك في قلبي فأصـير لقلبـــكَ مملوكـــــا
شدِّدني في الأمرٍ الصعبِ أســـألكَ الصَـــفحَ وأرجوكا
+ + + + + + +
المرحلة السابعة
يسوع يسقط تحت الصليب للمرَّة الثانية
يسوعُ يا ابن البشرِ في جسـمكَ ما أضعفكْ
ها أنتَ بيــنَ الحُفرِ تهــوي وتُهــويني معَكْ
كمْ مـرَّة ً أردتُ أنْ أتــوبَ عـن خطيئتــــي
وقلتُ هذا الأمرُ لنْ يحُط َّ مـِــنْ عَــــزيمتي
لكنني عـدْتُ كمــنْ يتيــهُ فـــــي المســـــيرة
نسيتُ أنّي في المِحَنْ أدنـــو مـــنَ المصيبــــةِ
خطيئتــي قــد أثقَـلــــتْ هـــذا الصليبَ العابـــرا
من ثِقلها قـدْ أســـقطــتْ ربَّـأ رحــوماً غافــــــراً
هذي دموعي قـد جــرتْ نــهراً ســـــخياً هــادراً
فأنسى خطاياي ال مضت وامنحني ثــوباً طــاهراً
+ + + + + + +
المرحلة الثامنة
يسوع يُعَزَّي بنات أورشليم
يا بنـــاتِ أورشــــــليمَ كيفَ تندُبـــنَ المســيحا ؟
جئنا كي نبكي الرحيما ننـــدبُ الوجـــهَ المليحـا
كيفَ تُـــكثرنَ النُـواحا وأنا ربُّ الحـــــــــــيـاةِ
خُذنـهُ أمـرا ً صُــراحا فأنـا جـئتُ بــذاتـــــــــي
إنْ تُشـاهدنَ الجـراحـا فهي طــــــــــوقٌ للنـــجاةِ
جسـدي أضـحى جناحا للنـــــــــــفوسِ الضــائعاتِ
يايســوعُ إنَّي أبــــــكي في جراحاتـــــك بؤســـــــي
بينَ إيماني وشـــــــكي ومنــاجــاتــــي ويأســــــــي
لـو يصير الكونُ ملكي وخسـرتُ اليــومَ نفســـــــي
أغـدو في أســـفلِ دركِ يســـتوي بيتــي ورمســــي
+ + + + + + +
المرحلة التاسعة
يسوع يقع تحت الصليب للمرَّة الثالثة
لا يزالُ الحِمل صعبا والضنى أضنى الجريحْ
مَــنْ يتُبْ روحاً وقلبا يشـــــفِ آلامَ المســـيـحْ
ها أنا في الغيِّ أخطو والخطـــــايا أرهقتنـــــي
إنَّها تعـــدو وتســـطو بالمعاصـــي كبـَّـلتنـــــي
أنتَ لي برٌ وشـــــــط ٌ فـي بحـــار ٍ أرعبتنــــي
إنْ يكُـــن للشر رهْط ُ فـــــــــدِماكَ خلـَّصتنــــي
تمَّحي أحــزانُ قلبـــي يا يســــــــــــوع ُ إذْ أراكا
سوف تمحو كُلَّ كرْبِ حيـــن تغــــدو فــي عُلاكا
أنتَ مصــــباحٌ لدربي هَبْ لي أن أخطو خُـــطاكا
صـارَ سهلاً كلُّ صعبٍ من ليَ عــــــونٌ ســـــواكا
+ + + + + + +
المرحلة العاشرة
الجند يعَرُّون يســوع ويسقونه خَلا ً ممزوجاً بمراره
منكَ نبعُ الماءِ يغدو لججـاً تســـــــقي البرايا
يا يسوعُ كيفَ تغدو حامــلا ً كُـلَّ الـــرزايا ؟
" يا حبيبي يا حبيبي أي حالٍ أنتَ فيــــــــــهِ "
حاملاً عبءَ الصليبِ منظـــــرٌ لا نشـــــــتهيـهِ
خالقُ الكونِ العجيبِ يلقى شـــــــــرا ً من بنيــهِ
هبني من نبع ٍ سكيبٍ ماءَ حبٍّ واســــــــقنيـــــــهِ
سيّـدُ الأكوانِ يُســقى عـــوض المــاء مــــــراره
أيُّ ربِّ جاءَ يشـــقى يمحو عــن ذا الشعبِ عارَه
عوضَ الإحسانِ يلقى الشــــتمَ في كُـــــلِّ عبـــارَه
ربِّي فيكَ سوفَ نبقى نـرتـدي ثـــــوب َ الطهارَة
+ + + + + + +
المرحلة الحادية عشرة
يســوع المســـيح يُســمَّرْ على الصليب
ها هو شمسُ البريه بالمســــاميرِ يُســمَّرْ
رافعاً وِزرَ الخطيـة وبه سـوفَ نبـــــرَّرْ
*****************
كـلُّ أنـــواعِ العَذابِ نُفـذَتْ ياربِّـي فيكــا
بينَ طَعن ٍ وسُـــبابِ وجراحٍ من بنيــكـــا
بالسـيوفِ والحـرابِ خابَ ظنُّ طاعنيـكـا
أنتَ لي خيـــرُ مآبِ خُذني ياربُ شــريكا
يا يســوعُ إنَّ سِــــــرا ً فاقَ أســــرارَ المُحال
صار لي صلبُكَ خيرا إذْ تــرأفــتَ بــــحالي
كنــتُ للآثامِ عبــــــدا وبــك تــمَّ انتقالــــــي
فغدوتُ الآن حُــــــرا ً أرتدي ثـــوبَ الجمالِ
+ + + + + + +
المرحلة الثانية عشرة
يســوع المسيح يُسلمُ روحَهُ على الصليب
حيـن مُتَّ يا مســيحي انشق سِـترُ الهيكل ِ
وابتدا عَبْرَ الجـــروح ِ عهــــد حُـبٍّ أزلي
قد مضى العهدُ القديمُ وانطوى تحتَ الصليبِ
ها هو الحبُّ العظيـمُ منهُ قــدْ نلتُ نصـــيبي
فاعفُ عني يارحيــمُ أنت في البلوى طبيبــي
دمُــكَ الغالي الكريـمُ قدْ شـــــفاني من ذنوبي
إنَّ في موتــكَ مغـزى أحجمتْ عنــــه القبـــورُ
لمُ يَــعُدْ موتُــك لغــزا ً إذْ بـــه تـــــــمَّ النشــــورُ
لـمْ يــعد جُرحيَ نــزّا أشــرقَ في قــلبي نــــورُ
صارَ لي موتُكَ حِرزا وكنـــــوزا ً لا تبــــــــورُ
+ + + + + + +
المرحلة الثالثة عشرة
يسوع يُنزَلُ عن الصليب ويُسلّم لأمـه ِ
مريمُ الأمُّ الحزينـــه تحضِنُ الفادي المُكرّمْ
خالقٌ بادي السـكينه جسـدٌ في حضـن ِمريمْ
إنَّ قلبَ الأمِّ يـبكــي عنــدَ أقـــــــدامِ الصليبِ
جمرُهُ يُدمي ويُذكي كُـــلَّ آهاتِ القلــــــــوبِ
وبصـــبر ٍ لا بشــك ِ أدركـتْ مــــوتَ الحبيب ِ
ماتَ عن ذلي وإفكي آهِ مـن هــول ِ ذنــــــوبي
حينما الباري دعـاك ِ لمهمَّــــــاتٍ كبـــــــــــــار
جازَ سيفٌ في حَشاك ِ وانطــفتْ شــمسُ النـــهار
صرتُ عبـدا ً للهلاك مِتُّ في ذُلـِّــي وعــــاري
أشــركيني في رجاك ِ كي أرى مجــدَ انتصاري
+ + + + + + +
المرحلة الرابعة عشرة
يســوع المســـيح يُدفَنُ في القبر
حيـنَ أتممتَ الرســـالة ْ أشــرقَ الحُــبُّ الأكيـدُ
أدركَ المــوتُ زوالَــه ْ وابتـدا العهــدُ الجديــدُ
ذلكَ الكـونُ الفســــيحُ ضاقَ عن مجـدِ بهاكـا
عجبا ً, ذاكَ الضريحُ قدْ ســباكَ واحتـــواكا
رايـةُ الوعــدِ تلــــوحُ فادنُ منـِّي في عُـــلاكا
وأنا العبـدُ الجريـــــحُ تهتُ عـن دربِ هُــداكا
إفــرحي مـــــريمُ إمَّا يبلــغُ البــــــــدرُ تمامَـــهْ
فضــياءُ اللـــــه ِ عــمَّ وابتـدا فجـــرُ القيامَــــــهْ
والخلاصُ اليومَ تــــمَّ حقـــَّـــقَ اللـــــهُ كلامَـــهْ
وبه حُــزناك ِ أُمَّــــــا ً فابعثـــي فينــــا ســــلامهً
+ + + + + + +
درب الصليب بالصوت
مراحل درب الصليب والزياح
درب الصليب المقدس - شعر - الإعداد الشعري : نبيل بديوي
درب الصليب المقدس
الإعداد الشعري : نبيل بديوي
المرحلة الأولى
يسوع يُحكم عليه بالموت
خليقـةٌ آثمـةٌ تحاكمُ الإلــهَ
وأمّةٌ ظالمةٌ تدينُ من بَراها
شــكراً لك ياســيّدي يســـوعُ ياحبيبــــي
أتيتَ كيــما تفتـــدي نفسي على الصليبِ
يسـوعُ أمسـكْ بيدي ياغافـــرَ الذنــــوبِ
أجثومع الفجرِالندي لصبــركَ العجيــبِ
يا منْ قبلتَ طائعاً أنْ تفتــدي الأنــاما
تسيرُ سـيراً وادعاً وترتضـــي الآلاما
نُهديكً قلباً خاشـعاً والحُبَّ والهُيـــامــا
فامنحنا عيشاً هانئاً يُـحقــِــقُ الســــلاما
المرحلة الثانية
يســوع يحملُ صليبَهُ على منكبيه
يا من لأجلي قد أتى خَطا إلى الصليب
يا خالقــي حتّى متى أعيشُ في الذنوبِ
قـــبـلتَ كُــلَّ لــطمــةٍ ضُفِرّت بالأشــواكِ
فـيا لها مِـنْ محنــــــةٍ لخالـــقِ الأفــــلاك
وكمْ سرَتْ مِنْ رعشةٍ في كـلِّ قلــبٍ بــاكِ
ويا لها مِنْ عِبرَةٍ عصــــــيَّـةِ الإدراكِ
رؤى السماءِ مُذهِلهْ وســــرُّها لــم يُفهَـــم
وشَعبنُنا ما أجهَلَـــهْ عن الإلـه قـد عَمـــي
فقـــــادَهُ للجُــلجُـــله فـــذاقَ مــــــرَّ الألـــمِ ِ
ياسيِّدي لا ترذُ لــــهْ بل اعفُ عنــه وارحم
+ + + + + + +
المرحلة الثالثة
يسوع يسقط تحت الصليب للمَّرة الأولى .
ياعيــنُ هِلِّي بالدمـــوعْ لهول ذاكَ المشـــــــــهدِ
فالموتُ يدنو من يسوعْ وقـد أتـى ليـفتـــــــــــدي
ها أنتَ منـهوكَ القـــوى تنالُ حُكـــمَ المجرميـــنْ
ومالك ذنـبَ سِــــــــوى أنْ تفتــدينا أجمعيــــــنْ
والجسمُ كالغُصنِ التوى والروحُ يأبى أنْ يليـــنْ
من نبعكَ الشعبُ ارتوى وارتدَّ كيــدُ الحاقديـــــنْ
ســرتَ كشــاةٍ صــــامتاً قبلتَ هُـزْءَ الشـــامتيــنْ
مالــي أراكَ نـــازفــــــاً وأنـتَ ربَ العالميــــــنْ
ســــــــرٌ أراهُ غامضـــاً فامنحنـي ياربٌ اليقيـــنْ
كــــيما أظـــــــلَّ ثـابتــاً في وحيكَ الهادي الأمين
+ + + + + + +
المرحلة الرابعة
يسوع يقابل أمهُ مريم العذراء
نوحي يا أمَّي لدفني نوحي بالدمع الهتونِ
أمتي قــدْ أنكــرتنـي أســـــلمتني للمنـــونِ
شــاهدتهُ الطاهـــرةَ حيــن ذاكَ الفجرُ لاحْ
وفتـــــاةُ الناصـــرة واكبتـــــــهُ بالنــــواحْ
والأيــــادي الغادره شـوَّهتْ وجهَ الصباحْ
يا لأم ٍ صــــابــــره عايشَتْ عمـقَ الجراحْ
أمــيَّ لاتجـــــــزعي إنْ تــــري هذا العذابا
واصبري اليومَ معي إنني اخترتُ الصـعابا
في حــنايا أضلُـعــي أنشــبوا ظفــــراً ونابا
رُغمَ موتي المفجع أعطهمْ ربّي الصــوابا
+ + + + + + +
المرحلة الخامسة
سمعان القيرواني يُعين يسوع على حمل الصليب
ياربُّ في دربِ الصليبْ حملتَ ذنبَ البشـــــــرِ
ســــرٌ له تهفــــو القلوبْ ســـرُّ الفــداءِ الأكبــــرِ
لـــما رآكَ صــــــالبوكْ تئــِنُ فـي حملِ الصليبْ
يا ليتهــــم إذْ عذبــــــوكْ قدْ أدركوا السـرَّ العجيبْ
في ضـعفكَ لمْ يعــرفوكْ والجسمُ غطتـهُ النـــدوبْ
جاؤوا بـه كي يســعفوكْ ذاكَ هــو الأمــرُ الغريبْ
من بلدةٍ في القيـــــروانْ ســــار على الدربِ معَكْ
سـمعانُ في ذاكَ الزمانْ أتـــاكَ حتــّــى يسمعَـــكْ
سـمعانُ أنتَ المُسـتعانْ عن قصـــدهِ من أطلَعَـــكْ
ياربي يا نبـــــعَ الحنانْ ســــاعدني حتى أتبــــعكْ
+ + + + + + +
المرحلة السادسة
القديسة فيرونيكا تمسحُ وجهَ يسوع الأقدس
حطمتَ الموتَ وخلصتَ بصـليبكَ ياربَّ القُـــواتْ
كُلَّ المســــكونةِ أنقـــذتَ إذْ قُمتَ منْ بينِ الأمواتْ
جللٌ إيمانُكِ يا إمــــــرأةٌ لم تخشي من بطش الأثَمةْ
فأتيــتِ وتحدوكِ ثقــــــةٌ والحبُ أقوى من الظَـلَـمَـة
" فيروني" امرأةٌ خاشعةٌ إقتربت منكَ كما النَسَــمَـة
صورتُـكَ ذكرى عاطِـرَةٌ إنجيـــلٌ يمنـــحُنا نِــــعَمَــه
بحنانُـكَ دوماً ياربِّــــــي إمنحنـــي أنْ أحيــــــا فيكَ
ياربِّي يا نبـــعَ الحُــــبِ بصـــلاتيَ دومــاً أدعوكــا
إطبعْ صورتك في قلبي فأصـير لقلبـــكَ مملوكـــــا
شدِّدني في الأمرٍ الصعبِ أســـألكَ الصَـــفحَ وأرجوكا
+ + + + + + +
المرحلة السابعة
يسوع يسقط تحت الصليب للمرَّة الثانية
يسوعُ يا ابن البشرِ في جسـمكَ ما أضعفكْ
ها أنتَ بيــنَ الحُفرِ تهــوي وتُهــويني معَكْ
كمْ مـرَّة ً أردتُ أنْ أتــوبَ عـن خطيئتــــي
وقلتُ هذا الأمرُ لنْ يحُط َّ مـِــنْ عَــــزيمتي
لكنني عـدْتُ كمــنْ يتيــهُ فـــــي المســـــيرة
نسيتُ أنّي في المِحَنْ أدنـــو مـــنَ المصيبــــةِ
خطيئتــي قــد أثقَـلــــتْ هـــذا الصليبَ العابـــرا
من ثِقلها قـدْ أســـقطــتْ ربَّـأ رحــوماً غافــــــراً
هذي دموعي قـد جــرتْ نــهراً ســـــخياً هــادراً
فأنسى خطاياي ال مضت وامنحني ثــوباً طــاهراً
+ + + + + + +
المرحلة الثامنة
يسوع يُعَزَّي بنات أورشليم
يا بنـــاتِ أورشــــــليمَ كيفَ تندُبـــنَ المســيحا ؟
جئنا كي نبكي الرحيما ننـــدبُ الوجـــهَ المليحـا
كيفَ تُـــكثرنَ النُـواحا وأنا ربُّ الحـــــــــــيـاةِ
خُذنـهُ أمـرا ً صُــراحا فأنـا جـئتُ بــذاتـــــــــي
إنْ تُشـاهدنَ الجـراحـا فهي طــــــــــوقٌ للنـــجاةِ
جسـدي أضـحى جناحا للنـــــــــــفوسِ الضــائعاتِ
يايســوعُ إنَّي أبــــــكي في جراحاتـــــك بؤســـــــي
بينَ إيماني وشـــــــكي ومنــاجــاتــــي ويأســــــــي
لـو يصير الكونُ ملكي وخسـرتُ اليــومَ نفســـــــي
أغـدو في أســـفلِ دركِ يســـتوي بيتــي ورمســــي
+ + + + + + +
المرحلة التاسعة
يسوع يقع تحت الصليب للمرَّة الثالثة
لا يزالُ الحِمل صعبا والضنى أضنى الجريحْ
مَــنْ يتُبْ روحاً وقلبا يشـــــفِ آلامَ المســـيـحْ
ها أنا في الغيِّ أخطو والخطـــــايا أرهقتنـــــي
إنَّها تعـــدو وتســـطو بالمعاصـــي كبـَّـلتنـــــي
أنتَ لي برٌ وشـــــــط ٌ فـي بحـــار ٍ أرعبتنــــي
إنْ يكُـــن للشر رهْط ُ فـــــــــدِماكَ خلـَّصتنــــي
تمَّحي أحــزانُ قلبـــي يا يســــــــــــوع ُ إذْ أراكا
سوف تمحو كُلَّ كرْبِ حيـــن تغــــدو فــي عُلاكا
أنتَ مصــــباحٌ لدربي هَبْ لي أن أخطو خُـــطاكا
صـارَ سهلاً كلُّ صعبٍ من ليَ عــــــونٌ ســـــواكا
+ + + + + + +
المرحلة العاشرة
الجند يعَرُّون يســوع ويسقونه خَلا ً ممزوجاً بمراره
منكَ نبعُ الماءِ يغدو لججـاً تســـــــقي البرايا
يا يسوعُ كيفَ تغدو حامــلا ً كُـلَّ الـــرزايا ؟
" يا حبيبي يا حبيبي أي حالٍ أنتَ فيــــــــــهِ "
حاملاً عبءَ الصليبِ منظـــــرٌ لا نشـــــــتهيـهِ
خالقُ الكونِ العجيبِ يلقى شـــــــــرا ً من بنيــهِ
هبني من نبع ٍ سكيبٍ ماءَ حبٍّ واســــــــقنيـــــــهِ
سيّـدُ الأكوانِ يُســقى عـــوض المــاء مــــــراره
أيُّ ربِّ جاءَ يشـــقى يمحو عــن ذا الشعبِ عارَه
عوضَ الإحسانِ يلقى الشــــتمَ في كُـــــلِّ عبـــارَه
ربِّي فيكَ سوفَ نبقى نـرتـدي ثـــــوب َ الطهارَة
+ + + + + + +
المرحلة الحادية عشرة
يســوع المســـيح يُســمَّرْ على الصليب
ها هو شمسُ البريه بالمســــاميرِ يُســمَّرْ
رافعاً وِزرَ الخطيـة وبه سـوفَ نبـــــرَّرْ
*****************
كـلُّ أنـــواعِ العَذابِ نُفـذَتْ ياربِّـي فيكــا
بينَ طَعن ٍ وسُـــبابِ وجراحٍ من بنيــكـــا
بالسـيوفِ والحـرابِ خابَ ظنُّ طاعنيـكـا
أنتَ لي خيـــرُ مآبِ خُذني ياربُ شــريكا
يا يســوعُ إنَّ سِــــــرا ً فاقَ أســــرارَ المُحال
صار لي صلبُكَ خيرا إذْ تــرأفــتَ بــــحالي
كنــتُ للآثامِ عبــــــدا وبــك تــمَّ انتقالــــــي
فغدوتُ الآن حُــــــرا ً أرتدي ثـــوبَ الجمالِ
+ + + + + + +
المرحلة الثانية عشرة
يســوع المسيح يُسلمُ روحَهُ على الصليب
حيـن مُتَّ يا مســيحي انشق سِـترُ الهيكل ِ
وابتدا عَبْرَ الجـــروح ِ عهــــد حُـبٍّ أزلي
قد مضى العهدُ القديمُ وانطوى تحتَ الصليبِ
ها هو الحبُّ العظيـمُ منهُ قــدْ نلتُ نصـــيبي
فاعفُ عني يارحيــمُ أنت في البلوى طبيبــي
دمُــكَ الغالي الكريـمُ قدْ شـــــفاني من ذنوبي
إنَّ في موتــكَ مغـزى أحجمتْ عنــــه القبـــورُ
لمُ يَــعُدْ موتُــك لغــزا ً إذْ بـــه تـــــــمَّ النشــــورُ
لـمْ يــعد جُرحيَ نــزّا أشــرقَ في قــلبي نــــورُ
صارَ لي موتُكَ حِرزا وكنـــــوزا ً لا تبــــــــورُ
+ + + + + + +
المرحلة الثالثة عشرة
يسوع يُنزَلُ عن الصليب ويُسلّم لأمـه ِ
مريمُ الأمُّ الحزينـــه تحضِنُ الفادي المُكرّمْ
خالقٌ بادي السـكينه جسـدٌ في حضـن ِمريمْ
إنَّ قلبَ الأمِّ يـبكــي عنــدَ أقـــــــدامِ الصليبِ
جمرُهُ يُدمي ويُذكي كُـــلَّ آهاتِ القلــــــــوبِ
وبصـــبر ٍ لا بشــك ِ أدركـتْ مــــوتَ الحبيب ِ
ماتَ عن ذلي وإفكي آهِ مـن هــول ِ ذنــــــوبي
حينما الباري دعـاك ِ لمهمَّــــــاتٍ كبـــــــــــــار
جازَ سيفٌ في حَشاك ِ وانطــفتْ شــمسُ النـــهار
صرتُ عبـدا ً للهلاك مِتُّ في ذُلـِّــي وعــــاري
أشــركيني في رجاك ِ كي أرى مجــدَ انتصاري
+ + + + + + +
المرحلة الرابعة عشرة
يســوع المســـيح يُدفَنُ في القبر
حيـنَ أتممتَ الرســـالة ْ أشــرقَ الحُــبُّ الأكيـدُ
أدركَ المــوتُ زوالَــه ْ وابتـدا العهــدُ الجديــدُ
ذلكَ الكـونُ الفســــيحُ ضاقَ عن مجـدِ بهاكـا
عجبا ً, ذاكَ الضريحُ قدْ ســباكَ واحتـــواكا
رايـةُ الوعــدِ تلــــوحُ فادنُ منـِّي في عُـــلاكا
وأنا العبـدُ الجريـــــحُ تهتُ عـن دربِ هُــداكا
إفــرحي مـــــريمُ إمَّا يبلــغُ البــــــــدرُ تمامَـــهْ
فضــياءُ اللـــــه ِ عــمَّ وابتـدا فجـــرُ القيامَــــــهْ
والخلاصُ اليومَ تــــمَّ حقـــَّـــقَ اللـــــهُ كلامَـــهْ
وبه حُــزناك ِ أُمَّــــــا ً فابعثـــي فينــــا ســــلامهً
+ + + + + + +
درب الصليب بالصوت
مراحل درب الصليب والزياح
درب الصليب المقدس - شعر - الإعداد الشعري : نبيل بديوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق