نور العالم : عيد الصليب
القمص يوحنا باقى كاهن كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة
د. مريم فايز
صليب ربنا يسوع المسيح، قوة حقيقية للخلاص والنصرة في الجهاد.
ومعلمنا بولس الرسول يسلمنا هذا الايمان الحى بقوله:
"إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأما عندنا نحن المخلَّصين فهى قوة الله" (1كو1: 18).
والصليب وإن كانت له أعياد زمنية ومكانية،
فهو فوق كل شئ وقبل كل شئ حقيقة إلهية سماوية.
لذلك نستطيع أن نقول في جرأة الإيمان أن الأعياد التاريخية في كنيستنا
تستمد مجدها وبهاءها من واقع حياتنا وإيماننا أكثر من أنها تعطى لحياتنا شيئًا من الواقع أو شيئًا من الايمان.
وصليب ربنا في مضمونه الكلى يلزم أن لا يكون في بالنا حقيقة من حقائق الماضى بأى حال من الأحوال،
لا لشئ إلا لأن تأثيره الفعال ممتد بالحقيقة في الحاضر والمستقبل، طالما يوجد
إنسان يعيش على الأرض. لأن الصليب مرتبط أساسًا بالمصلوب، والمصلوب حى في السماء يحمل سمات صليبه
ويسكبها علينا كل يوم بل كل لحظة غفرانًا وتطهيرًا، بل قداسة وبرًا وفداء.
فنحن نختبر بأنفسنا بل ونمارس بأجسادنا وأرواحنا صليب ربنا كل يوم. وحينما نقول الصليب " المحيى "
فإنما نقول ذلك ونظرنا على الدم الالهى الذي انفجر لنا من الجنب المطعون وجرى على خشبة الصليب نهر حياة
ولا يمكن أن نذكر الصليب ذكرًا حسنًا أو ننشد نشيده بالروح إلا والإحساس بالدم يملأ أعماق كياننا الإنسانى،
فالدم هو الصلة الحية المحيية بين الصليب وقلوبنا، بين المصلوب وبين ضمائرنا،
بين المسيح في السماء والكنيسة على الأرض!
ولا يغيب عن بالنا قط أن شركة الدم أو شركة الألم أو شركة المجد، هذه
الأنواع المتعددة التي للشركة الواحدة -- أي شركة الصليب --
إنما تأخذ قوتها من المسيح " الحى " أي من القيامة.
http://www.youtube.com/watch?v=KyvnBCKt3zk
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق