الأحد، 7 سبتمبر 2014

الملاك روفائيل يوثق الشيطان في برية مصر ؟


الملاك روفائيل يوثق الشيطان في برية مصر ؟



الشبهة

يخبرنا سفر طوبيا 8: 3 ان الملاك روفائيل قبض علي الشيطان واوثقه في برية مصر العليا فكيف يفعل ملاك ذلك وماذا يعني انه اوثقه في برية مصر ؟

الرد

الامر باختصار هو سلطان من الله للملاك ليحكم علي الشيطان ويحدد له مكان اقامته
بمعني
سفر طوبيا 8
1 ولما فرغوا من العشاء ادخلوا عليها الفتى 2 فذكر طوبيا كلام الملاك فاخرج من كيسه فلذة من الكبد والقاها على الجمر المشتعل 3 حينئذ قبض الملاك رافائيل على الشيطان واوثقه في برية مصر العليا

اولا موضوع حرق كبد الحوت هو علامه علي حرق الخطيه ورفض الشر والتقديس الي الله لان في ذبيحة الخطية وذبيحة السلامة وذبيحة الاثم كان يحرق زيادة الكبد مع الكليتين فوق مذبح المحرقة ( مع ملاحظة ان كل ذبيحه بقية جسم الذبيحه يتم التصرف فيه بطرق مختلفه ولكن العامل المشترك هو حرق زيادة الكبد مع الكليتين فوق مذبح المحرقة )
سفر اللاويين 4
1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً:
2 «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: إِذَا أَخْطَأَتْ نَفْسٌ سَهْوًا فِي شَيْءٍ مِنْ جَمِيعِ مَنَاهِي الرَّبِّ الَّتِي لاَ يَنْبَغِي عَمَلُهَا، وَعَمِلَتْ وَاحِدَةً مِنْهَا:
3 إِنْ كَانَ الْكَاهِنُ الْمَمْسُوحُ يُخْطِئُ لإِثْمِ الشَّعْبِ، يُقَرِّبُ عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ ثَوْرًا ابْنَ بَقَرٍ صَحِيحًا لِلرَّبِّ، ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ.

9 وَالْكُلْيَتَيْنِ وَالشَّحْمَ الَّذِي عَلَيْهِمَا الَّذِي عَلَى الْخَاصِرَتَيْنِ، وَزِيَادَةَ الْكَبِدِ مَعَ الْكُلْيَتَيْنِ يَنْزِعُهَا، 10 كَمَا تُنْزَعُ مِنْ ثَوْرِ ذَبِيحَةِ السَّلاَمَةِ. وَيُوقِدُهُنَّ الْكَاهِنُ عَلَى مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ.
 
فالكبد رمز للخطيه لان الكبد مركز تجميع السموم في الجسم ومحاولة اخراجها ولان السم هذا خارج عن الجسم وليس من طبيعته فهو يحرق كرمز لحرق الخطية التي طبيعتها خارجه عن الجسم
ولهذا بعدم توافر ثور او كبش ليقدم كبده محرقة فبتقديم كبد يحرق رمز لحرق الخطيه وهذا الرمز لا يحتمله الشيطان ويهرب

اما عن سلطان الملاك فهو من الرب
رسالة يهوذا 1: 9
 
وَأَمَّا مِيخَائِيلُ رَئِيسُ الْمَلاَئِكَةِ، فَلَمَّا خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُحَاجًّا عَنْ جَسَدِ مُوسَى، لَمْ يَجْسُرْ أَنْ يُورِدَ حُكْمَ افْتِرَاءٍ، بَلْ قَالَ: «لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ!».

فميخائيل استطاع بسماح من الرب ان يمنع الشيطان عن الوصول الي جسد موسي وهو فيه تحديد منطقه لا يقترب اليها الشيطان. وهذا ما فعله الملاك روفائيل مع الشيطان ازموداوس هو بسماح من الرب ان يقيد اقامته في منطقه محدده

اما عن معني برية مصر العليا فبحرق الكبد كرمز لحرق الخطيه ورفضها لم يتحمل و هرب الشيطان لوقته إلى برية مصر العليا فتبعه الملاك إلى هناك وقيده، ويقصد بها منطقة الأقصر (طيبة) والتي كانت مليئة في ذلك الوقت بهياكل الأوثان والتي هي مأوى للشياطين
وقد إشتهرت مصر قديما ً بسحرها وسحرتها في ذلك الوقت أيضا ً كانت منطقة طيبة (الأقصر) تشهد نشاطا ً دينيا ً ملحوظا ً ، حيث يوجد الإله آمون، معبود مصر كلها إذن ان زمان كتابة السفر يتزامن مع الأسرة الحادية والعشرون للخامسة والعشرون وهم المعروفون في التاريخ المصري القديم بأسر الكهنة لأن كهنة آمون استطاعوا إعتلاء عرش البلاد وشهد الدين نشاطا ملحوظا وتأثيرا قوي جدا في هذه الفترة فإذن كل ما عمله الملاك هو قصر نشاط هذا الشيطان على دائرته ومنطقة نفوذه الوثنية فقط.
و يروى القديس مكاريوس الكبير، عن كاهن وثن أخبره بأنه رأى مجلسا ً للشياطين قد أقيم في أحدى الهياكل الوثنية الذي كان الكاهن يخدم فيه.
 
فالمقصود هو فقط تحديد مكان اقامة الشيطان وتقييد نشاطه في منطقه معينه
وملاحظه
اولا الذي عمل ذلك روح وهو الملاك روفائيل وليس بشر
ثانيا ما فعله هو تحديد اقامه وليس ربطه باحبال في سارية مبني

وايضا الانبا مكاريوس له تفسير رمزي في هذا الامر وهو
كانت مصر هي حدود المملكة الأشورية في ذلك الوقت من جهة الجنوب، ومن هنا فإن ذلك يعنى أمرين، أولهما أن الشيطان قد خرج خارج حدود العالم (المعروف وقتها) وثانيهما وكما أن مصر هي آخر الحدود الجنوبية، فهذا يعنى أنه طرد إلى أسفل  (الذى يعنى دائما ً الهاوية).
أنظر كيف أن الشيطان الردىء الذي تسبب في قتل الأزواد السبعة قد ربطه الملاك بإعتباره أقوى منه    ] كَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ الْقَوِيِّ وَيَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ إِنْ لَمْ يَرْبِطِ الْقَوِيَّ أَوَّلً وَحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ مت 12: 29 [.

والمهم من هذا الامر ان الرب قادر علي حماية اولاده وقادر علي ارسال ملائكته ليحمي اولاده من عدو الخير
رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 10: 4
 
إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ.
 والمجد لله دائما


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق