الأحد، 4 يناير 2015

صور وتصميمات القديس الأنبا يحنس كاما

http://saintprofile.com/images/saints/23562_323989777496_1659817_n.jpg

ولد القديس أنبا يحنس كاما فى قرية تدعى ( شبرا منصو ) من أعمال " صا " بمركز كفر الزيات وقد بدأ منذ حداثته فى الفضيلة وكان حسن المنظر وديعاً مع الجميع ونشيطاً فى الفضيلة هادئاً فى كلامه يميل إلى الوحدة طاهراً فى جسده ،

تقياً فى نفسه صالحاً مع كل الناس ، محباً للصداقة ومضيفاً للغرباء يعمل الخير مع الناس يبكر إلى الكنيسة ويصوم كل حين ، مصلياً بلا ملل ، دائم فى تلاوة اسم ربنا يسوع المسيح ، إشتاق إلى حياة الرهبان منذ نعومة أظافره مشتاقاً إلى الحياة النورانية ، كان متعبداً للرب يكل قوته حافظاً وصاياه.

زواج القديس

حاول أهله أن يزوجوه أما هو فكان يرفض ولكن مع ضغط والديه ، قبل الزواج من فتاه عذراء .

تم العرس ودخلوا به إلى الخدر مع العروس أما القديس فصلى قائلاً : " أيها الرب إله القوات أسجد لك لأنه من حيث كنت فى الرحم أنت إلهى ، ومن حيث كنت فى بطن أمى ، أعطنى يارب أن أكون فى طهارة البتولية إلى الكمال ، وأيضاً أعط عبدتك هذه التى دعيت معى لتستحق النصيب مع الخمس عذارى الحكيمات والمجد لك إلى الأبد آمين ،

 واما عروسه فكانت تنظر إلى القديس واقفاً ويداه مبسوطتان وأصابعه العشرة مثل عشر مصابيح نارية فصارت فى خوف ورعدة ... ثم دعاها البار وقال لها ببشاشة :

تقدمى إلىَّ لأكلمك بمحبة المسيح لخلاص نفسك ولى أنا أيضاً . كما قال المسيح فى الأنجيل . لا شيىء أفضل من هذه المحبة أن يضع الإنسان نفسع عن رفيقه لأننا إتحدنا مع بعضنا البعض بإتحاد جسدانى لنقتنى أولاداً بوجع قلب ، ولكن إذا سمعت منى فنحن نتحد مع بعضنا البعض بإتحاد روحانى لكى نقتنى لنا الفضائل ونبعد عن لذة هذه الدنيا والزمان اليسير الذى للجسد ونتحرر فى يوم الدين ونفرح الفرح الدائم الحقيقى ونستحق الميراث مع الأبرار .

إعلمى أن الرجل الذى يتزوج أو المرأة التى تتزوج فهم يهتمون بهذه السيرة لكى يرضوا بعضهم بعضاً والذين لا يتزوجون يهتمون كيف يرضوا الرب فالأصلح أن نطرح الأرضيات ونطلب السمائيات ونترك الزمان الفانى ونطلب الأبديات . وعوض عرس هذا العالم لنستحق عرس السموات وعوضاً عن الفرح هنا ورائحة الطيب الذى للعرس الزائل لنستحق الطيب السمائى ودهن الإبتهاج النابع من كنيسة الأبكار وعوض البنين الجسديين نصير نحن بنيناً لله وأحباء للملائكة ونفرح مع الخمس العذارى الحكيمات اللاتى زين سرجهن ودخلن العرس مع الختن .فالعالم يزول بسرعة هو ومجده والذهب يفنى والفضة تصدأ ويفسد جمال الجسد وينحل فى القبر ، أما الذى يصنع إرادة الله يدوم إلى الأبد.

عندما سمعت عروسه هذه الأقوال ... صارت فى فرح وخرت على الأرضساجدة لله وقالت " المجد لك يا سيدى المسيح لأنك لم تحرمنى من طلبتى وشهوة قلبى أعطيتها لى ... ولم ترفض طلبة شفتاى فعوض التعب أعطيتنى راحة . وعوض وجع القلب أعطيتنى الفرح وعوض العبودية وهبتنى الحرية وعوض الأرضيات أعطيتنى الخيرات السمائية وعوض الموت أعطيتنى الحياة الأبدية ، أنرت علىَّ يا سيدى من قبل عبدك هذا الذى اصطفيته منذ كان فى بطن أمه ليدعو كثيرين لملكوت السموات ولك المجد إلى الأبد آمين.

أمسكت بقدمى القديس وقبلتهما قائلة " مباركة هى الساعة التى إلتقيت بك فيها ، ومبارك اليوم الذى ولدت فيه يا قديس الله ، حقاً يا أخى لقد أحببتنى مثل نفسك ودفعت لى الكرامة وأعطيت الحياة لنفسى .

والآن إذ كنت قد قررت فى نفسك يا أخى الحبيب أن تحفظ بتوليتك فأنا فرحة أن أحفظ بتوليتى ، وإن كنت سررت أن تكون بتولاً فأنا مستعدة لطاعتك حتى يوم وفاتى لأن كلماتك الحلوة أدسمت عظامى ودخلت إلى حواس نفسى.

فلما سمع أنبا يحنس كاما هذا الكلام من المرأة الطوبانية فرح بالأكثر ومجد الله ، وقررا عهداً مع بعضهما أمام الرب بحفظ بتوليتهما بكل قلبيهما .

الأعجوبة العظيمة:

ولما رأى القديس وزوجته هذه الأعجوبة ثبتا بالأكثر فى محبة المسيح وشكرا الرب ومجداه بتماجيد وتسابيح فى كل حين نهاراً وليلاً مسبحين الله بفرح عظيم مثل الملائكة.

إلى برية شيهيت :

وحدث ذات ليلة بينما القديس سصلى رأى شخصاً منيراً بكرامة عظيمة فتكلم معه الرب قائلاً له " لا تتكاسل عن الخدمة التى دعيت إليها من قبل الرب الإله ، فعندما تقوم غداًَ إمض إلى شيهيت برية أنبا مكاريوس وتقصى عن قلاية الأب تروتى وتذهب عنده وتلبس إسكيم الملائكة . لأن ذلك الشيخ طوباوى وصديق لأنه استخق خلاص نفوس كثيرة ولأن هذه إرادة الرب .

فلما قام القديس صباحاً دعا زوجته وقال لها " أودعك يا أختى الصالحة لأنى أمرت من قبل الرب أن أمضى وأصير راهباً ، وأنت أيضاً يا أختى الحبيبة تفرغى لخلاص نفسك ، فلما سمعت هذا الكلام تأثرت كثيراً وقالت له أسألك أن تذكرنى فى صلاتك ليدبر الرب عمرى جميعه بمرضاته ، فودعها وخرج من عندها بسلام ومضى فى الطريق ، ونعمة الرب تعضده حتى وصل إلى الدير النقدس ببرية القديس مكاريوس الكبير اللابس الجهاد فسأل عن قلاية القديس تروتى فعرفوه مكانها ، فلما دق الباب كعادة الرهبان فتح له الراهب البواب وقال : " عما تسأل يا إبنى " فأجاب إن أراد الرب فأنا أريد أن أصير راهباً ، أما الراهب البواب فأعلم الشيخ عنه ودخل به بفرح وكان الرب قد كشف من قبل لأبينا القديس تروتى وعرفه بمجىء البار إليه ، فلما نظره يضىء بنعمة الرب مجد الرب وقبله إليه برغبة عظيمة وقال له " كيف أسرعت إلينا يا إبنى " فأجاب أبونا بإتضاع ووجهه إلى أسفل " إنى أتيت إلى ها هنا يا أبى القديس تحت ظل صلاتك لتسأل الرب عن خطاياى "

ثم أن الأب تروتى وعظه وعلمه كثيراً قبل رهبنته وكان يقول له يجب على الراهب أب يطرح كل أمر شرير ويضيق على ذاته فى كل لذات هذا العالم حتى كلامه .

وكان القديس يجاوب إنى أرجو بصلاتك أن يعيننى الرب لأكمل جهادى ، وهكذا بعد إختبارات كثيرة وأتعاب متزايدة ألبسه الإسكيم المقدس وأفرد له قلاية ليختلى فيها ، وكان يفتقده ويعضده بكلام الرب وبالخدمة المقدسة.

أما القديس يحنس فكان ينمو فى النعمة ويتقدم فى العبادة يوماً بعد يوم ويجاهد فى النسك وعمل اليد فى الخفاء والعلانية وكان معلمه يمجد الله إذ يرى سيرته الحسنة المضيئة.

رهبنة زوجته:

أما زوجته فإنها وزعت كل ما لها وامتازت بالنسك وشاع اسمها واجتمع إليها عذارى ونساء كثيرات وترهبن ، وبنت ديراً وصارت رئيسة ترشدهن إلى خلاص نفوسهن ، وكانت تتعبد للرب كل أيام حياتها ، وطعنت فى أيامها وتنيحت فى مرضاه الرب وهى متمسكة بالصبر والجهاد المقدس .

وصايا الملاك للأنبا يحنس وتأسيسه لديره:

حدث بعد هذه الأمور أن رأى فى ليلة إذ كان يصلى ، أبصر ملاك الرب واقفاً أمامه بمجد عظيم قائلاً له : "السلام لك يا عبد الله إذا قمت باكراً إمض إلى قلالى القديس أبو يحنس القصير واصنع لك بالقرب منها مسكناً تقيم فيه ، هذا ما يقوله الرب ، إنى أعطيك ميراثاً فى ذلك الموضع وأجمع لك قوماً لترشدهم إلى العيشة الملائكية وتهديدهم لخلاص نفوسهم فتكون شركة مقدسة ويدعى اسمك عليها إلى الأبد ويدفع لك الرب نصيباً فى هذه البرية بسلوكك فى أثر فديسيه ثم أختفى عنه الملاك ، فأخبر أباه الروحانى فقال له " إمض بسلام والرب يتم ما وعدك به ويباركك كما بارك آباءنا إبراهيم وإسحق ويعقوب لتكمل أوامره المقدسة.

ولما أخذ بركة أبينا الطاهر أنبا تروتى سار مسروراً حتى وصل إلى الموضع الذى قال له عند الملاك أن يصنع به مغارة ليقيم فيها وكان يرتل بهذا المزمور قائلاً : " ثبت رجلى على الصخرة وهيأـ قدامى سبلك ".

جهاده:

قيل عن هذا القديس أن مرات كثيرة لميفطر إلا يومى السبت والأحد وأنه أقام سائحاً فى البرية دفعات كثيرة ، وكان لا ينام إلا نوماً يسيراً ، وإذا غلبه النعاس يستند إلى الحائط ثم يقوم ويرتل بهذا المزمور " لا اعطى لعينى نوماً ولا أجفانى نعاساً ولا راحة لصدغى حتى أجد موضعاً ومسكناً لإله يعقوب " وقيل عنه أيضاً أنه إذا وقف فى الصلاة يحنى ركبته بجهد عظيم بدون انقطاع حتى كان يتصبب عرق جسده جارياً على رجليه كالماء كمنيستحم فيه ويبلل جسمه كله ، لأنه عمل مئات الميطانيات.

وقيل أيضاً عنه أن كل الأعمال التى صنعها الأخوة سواء فضيلة أو أى أمر آخر كان يراها فى الخفاء ومن أجل هذا أيضاً شاع اسمه فى كل موضع .

ظهور السيدة العذراء للقديس:

من يستطيع أن ينطق بعدد الإعلانات والأسرار والرؤى التى كان يراها مرات كثيرة وطالما رأى مجد الرب على المذبح كأنه نور وسمع الملائكة يرتلون تسبحة الثلاث تقديسات أثناء القداس الإلهى.

وقيل أيضاً عن أبينا القديس أن القديسة العذراء مريم ظهرت له مرات عديدة وأعطته السلام وعزته.

وحدث أنه لما كان فى ليلة الأحد المقدسة قائماً يصلى دخلت إليه أم الله القديسة العذراء فى مجد عظيم لا ينطق به وبصحبتها جماعة من الملائكة فسقط القديس على وجهه من الخوف فأقامته أم النور وقالت له " السلام لك يا أبو يحنس حبيب إبنى يسوع المسيح تقو وأثبت لتصير إنساناً شديداً له صبر عظيم محارباً ضد الأرواح الشريرة التى تناضل ضدك . هوذا أكون معك حتى تغلبهم جميعاً وتكمل إرادة الرب، وهوذا أثبت عهدى معك واحفظ رحمتى لك ، لأنى سأسكن هذا الموضع معك لأنى أحببته ، وليكن لك شركة مقدسة وليصر لك بنون كثيرون ويدعى اسمك عليهم وتبنى كنيسة فى شركتك ( أى ديرك ) ويدعى اسمى عليها وبركة ابنى وسلامه وحفظه تحل فى شركتك والملائكة تحوط بديرك ويحافظون على أولادك حتى لا ينقب أحد المفسدين أسوار مسكنك إلى الأبد ، وإذا سار بنوك فى طرقك وصنعوا أوامرك وحفظوا وصاياك ونواميسك ، وأحبوا بعضهم البعض بالمحبة وبقوا فى الطهارة والبر أسكن معهم إلى الأبد وأبارك خدمتهم وعمل يديهم ويرثون الحياة الأبدية معك فى ملكوت السموات ثم أعطته ثلاثة دنانير ذهب عليها علامة الصليب وقالت له " خذ هذه وضعها فى كيس الدياكونية (أى خدمة الدير) وبركة إبنى ستكون فيها إلى الأبد " ولما قالت هذه الأمور له أعطته السلام وملأته بالقوة ثم اختفت عنه بمجد عظيم.

إزدهار دير القديس يحنس كاما:

وفى وقت بناء سور الدير والحصون كانت ملائكة الرب تساعدهم فى أعمالهم من قبل أمر الرب ، وشاع إسم القديس يحنس كاما فى كل مكان لأنه صلب جسده ، وأفكاره وشهواته وتعبد لله وحده .

كان يقول دائماً لأولاده أن كل شيىء يزرعه الإنسان إياه بعينه يحصد ، فالذى يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فساداً ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة ابدية .

لقد صار أنبا يحنس مرشداً ومعلماً فى البرية ، وقد صار خامساً فى ديارات آبائنا القديسين- بجبل شيهيت من قبل اوامر الروح القدس . فلما رأى الشياطين قائماً إشتدوا ضده بعساكرهم المظلمة يحسبون أنهم يخطفونه من علو الفضيلة فحاربوه بخيالاتهم وبالأفكار الشريرة ليلاً ونهاراً وكان يحاربهم ويطردهم بعلامة الصليب ولما نظر الرب صبره أراحه من تلك الأفكار .

فلما سمع كثيرون عنه وعن فضائله إجتمع إليه جمع كبير وسألوه أن يلبسهم إسكيم الرهبنة ، وصار له بنون كثيرون وجمعهم فى شركة ( كونونيا ) وبنى لهم مسكناً وبنوا لهم ديراً عظيماً واسعاً وحصوناً عالية وأسوار قوية التأسيس .

ظهور البابا أثناسيوس الرسولى له.

فى أحد الأيام بينما أنبا يحنس واقف يرتل المزامير مع الإخوة فى الليل ظهر له البابا أثناسيوس  الرسولى وقال له : " السلام لك أيها العبد الصالح والأمين لله ، السلام لجميع أبنائك ولأولئك الذين يطيعون نواميسك ، رائحة صلواتك الذكية صعدت إلى حضرة الرب تذكار لك إلى الأبد وإسمك يدوم إلى كل الأجيال ".

فلما قال البابا أثناسيوس هذه الأقوال ، إختفى عنه ، لذلك فرح القديس وامر أولاده أن يذكروا اسم أبينا البابا أثناسيوس فى تسبحة الثلاث فتية القديسين .

تلاميذ القديس :

جعل لأولاده طقساً ( نظاماً ) خاصاً فى التلمذة لهم ، وهذه هى أسمائهم : أنبا شنودة أول الجميع – أنبا مرقس خليفته – أنبا كولوتس – أنبا كركى الشماس – أنبا أنطون – أنبا جورجى .
وشهد عنهم أنهم إستحقوا نعمة الروح القدس ، وأننا إذا ذكرنا فضائلهم وسيرتهم فإن الحديث يطول جداً .

رسامته قساً :

وبعد هذه الأمور أمسكوا القديس أنبا يحنس كاما ورسموه قساً بغير إرادته ، فلما طلع المذبح وإبتدأ بالقداس حل مجد الله على المذبح مثل النار لما نظر القديس هذه الرؤيا مجد الله

سفر القديس إلى الصعيد :

ألهمه ملاك الرب أن يمضى إلى الصعيد ويخلص نفوساً كثيرة كما فعل أنبا يحنس القصير وأنبا بيشوى ، فقال أبونا لولده شنودة يا إبنى قد دعانى الله لخدمة فأريد أن ترعى الإخوة حتى أعود بإرادة الله – ومضى إلى أحد الديارات وسكن فيه ، فمن ينطق بالجهادات التى صنعها هناك ؟ ولما رأى أناس ذلك الموضع فضائله أتى إليه كثيرون وصاروا له أبناء .

شنودة تلميذه :

كان تلميذه مطيعاً له وقد وقف كل الأيام التى غاب فيها القديس فى بلاد الصعيد ، ومن التعب أقاموا له حجارة ايتكأ عليها بطاعة عظيمة ، لكنه مرض – فلما نظر الله أمانة التلميذ شنودة أرسل ملاكه للقديس أنبا يحنس ليمضى إلى شيهيت ، وأعلمه بأمر تلميذه شنودة كما أعلمه بأنه قد قرب اليوم الذى سيتنيح فيه من تعب هذا العالم وإختفى عنهم فلما جاء أنبا يحنس كاما إلى التلميذ قال له الرب يحرسك يا ولدى المطيع ولمس جسده وشفاه فسجد للقديس وتبارك منه واجتمع سائر الإخوة أيضاً وتباركوا منه ...

نياحة الأنبا يحنس كاما :

بعد هذه الأمور سر الرب أن ينيحه من أتعابه وينقله إلى أورشليم السمائية ومواضع النياح فأفتقده الرب بحمى بسيطة ، وكان وهو راقد يبارك الله وأولاده حوله وقالوا له يا أبانا قل لنا كلمة فقال لهم لا تجادلوا الهراطقه – ولا تدخلوا بيتاً مع إمرأة – لا تتكلوا على اراخنة العالم – لا تتركوا لكم مقتنيات – وإكتفوا بعمل أيديكم ثم رفع عينيه فنظر جموعاً قد جاءت خلفه يضيئون بالنور البهى ملائكة وقديسين من سكان البرية ممن نغبط سيرتهم ، فللوقت سر بالروح القدس وفتح فاه وأسلم روحه بيد الرب فأخذت نفسه إلى المواضع الروحانية ونال الفرح الدائم ، فكفنوا جسده المقدس وجاءوا به شرقى كنيسة القديس أنبا يحنس القمص وصنعوا قبراً تحت الأرض ووضعوه فيه وبنوا عليه علامة ظاهرة – ويوم نياحته هو الخامس والعشرين من شهر كيهك سنة 557ش ( 3يناير 859م )بركة صلواته فلتكن معنا آمين .

أما أولاده فكانوا بنعمة الرب ينمون ويتكاثرون وكانت البركة تتزايد فى شركتهم بصلوات أبيهم وصار أنبا شنودة تلميذه رئيساً لهم ، فقد كان باراً لابساً المسح له قوة فى التعليم الإلهية .

رؤيا السائح السريانى:

كان شيخ سريانى ساكناً فى أرض سوريا ذائع الصيت فى الشرق . هذا نظر فى رؤيا كأنه خطف إلى السموات ، فأوقفوه قدام كرس الله فنظر ألوف ألوف وربوات ربوات ملائكة يسبجون الله ، ثم نظر شيخين راهبين قياماً بمجد عظيم فتقدم إلى أحد الملائكة وسأله قائلاً : " يا سيدى من هما الراهبان القائمان فى وسط الملائكة ، فقال له : إن الشيخ الطويل هو مكاريوس أبو الرهبان بجبل النطرون والآخر هو أنبا يحنس كاما فإنه قد سار كسيرته .

فلما استيقظ من الرؤيا كان فى تعجب عظيم مما رآه وقال لنفسه أقوم أمضى إلى مصر وأصعد إلى جبل شيهيت وأسجد فى أديرة هؤلاء الصديقين ، ولوقته رسم صورة الإثنين فى أيقونة كالمثال الذى نظره وأحضرها معه إلى مصر ، فلما أتى إلى دير القديس أنبا مقار صلى فيه وسجد أمام الأجساد المقدسة التى للثلاث مقارات ، ومن هناك جاء إلى قلالى أنبا يوأنس القمص وسجد فيها ، ثم بعد ذلك جاء إلى الشركة المقدسة التى لأبينا أنبا يحنس كاما وصلى فى مجمعهم المقدس وإسم ذلك الشيخ السريانى ماروتا ، وإنه أخبر الإخوة بما رأى فى مدينتهم وأراهم الأيقونة التى صورها وهى موضوعة فى ديره إلى اليوم .

فلما نظر أعمالهم وجهادهم وتسبيحهم أقام عندهم إلى يوم نياحته وخلف لهم ثوب ليف كان يلبسه فى وقت صلاته . وتوجد كنيسة صغيرة بإسم القديس يحنس كاما بدير السريان مخصصة لصلوات الرهبان فقط .

نقل جسده إلى دير السيدة العذراء ( السريان ) :

فى الحادى والعشرين من شهر هاتور سنة 1232ش ( 1515م ) تم نقل جسد القديس العظيم أنبا يحنس كاما القس من ديره الكائن شرق دير الأنبا بيشوى بنحو ثلاثة كيلو مترات إلى دير السيدة العذراء السريان . وذلك أن دير الأنبا يحنس كاما وعدة أديرة مجاورة له تخربت بسبب هجوم النمل الأبيض على أخشابها وعدم مقدرة رهبانها القليلين الفقراء على ترميمها ، فجاء ما تبقى من رهبان دير الأنبا يحنس كاما إلى دير السيدة العذراء السريان ومعهم رفات أبيهم أنبا يحنس كاما فى أنبوبة خشبية ووضعوه فى مقصورة بالدير ومعهم كذلك الحجر الرخامى المدون عليه باللغة القبطية تاريخ نياحة هذا القديس وثبتوه فى حائط الخورس الأول بكنيسة العذراء السريان وما زال موجوداً حتى الآن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق