السبت، 3 يناير 2015

تضيئون بينهم كأنوار فى العالم

تضيئون بينهم كأنوار فى العالم




حكت لى إحدى صديقاتى القصة التالية :-
كنت اعيش فى الخارج مع أهلى وأدرس أثناء المرحلة الإعدادية فى مدرسة مختلطة ، بنات وأولاد من شتى الجنسيات ..
أمريكان ، إنجليز ، هنود ، عرب ومصريين ...
كانوا منفتحين جدا .. لهم صداقات خاصة بين بعضهم البعض ( Girlfriends - Boyfriends ) .
يلقون نكات سخيفة لا أضحك عليها ، " يُهزرون " يمرحون مع البعض بالأيدى ,, حاولوا معى كثيراً أن أنضم إليهم فى طريقهم ، وكنت أرفض بأدب وبإبتسامة وأقول : " إنى مبسوطة جداً كما أنا " .
البعض قال لى أننى غريبة ، وآخرون قالوا لابد أن أهلى مُرعبين جدا لدرجة أننى لا أقدر أن أعيش على طبيعتى فى المدرسة حتى وأنا بعيدة عن أعينهم ... وأشياء كثيرة ,
وفى يوم / دخل مدرس اللغة الإنجليزية وأعطانا قطعة Composition تتكلم عن أنظمة الأديرة فى أوروبا فى القرن السادس عشر وبينما هو يشرح الدرس قال : " طبعا أنتم لا تفهمون شيئاً عما تقرأونه .. انتم لا تُدركون كيف أنه يمكن أن إنساناً يُحب الله كل هذه الحب فيترك العالم ، ويذهب إلى دير .. أنتم لا تفهمون لأنكم لم تروا من قبل إنسانا يُحب الله من كل قلبه " .
وهنا حدث ما لم أكن أتوقعه أبداً ، فلقد هاج الفصل كله مرة واحدة وهم يُرددون فيما بينهم : " فلانة ( أى انا ) تحب الله جداً .. فليس لديها Boyfriend .. ولاتدع أحداً يقول لها أى كلمة لا تليق ، ولا تدع أحداً من الأولاد حتى أن يلمسها ,, إنها تحب الله جداً ... "
شعرت بأن الدم ضرب فى عروقى ، وأن وجهى كله يشع حرارة ، وكادت دموعى أن تفر منى ، ولكننى تماسكت ..
وهنا سألنى المدرس : " هل هذا صحيح ؟! " ، أومأت بالإيجاب , فسألنى ثانية : " هل أنت مسيحية وتذهبين إلى الكنيسة ؟َ !" .
فهززت رأسى ثانية , فقال :" إن هذا يُفسر كل شىء " .
عدت إلى منزلى وأنا أطير فرحة ,, لقد شهدت للمسيح !! وانا التى كنت أظن أنهم يعتقدون أننى متخلفة !! ,
مرت على هذه الحادثة سنوات عديدة ، ولكننى تعلمت أن اولاد العالم يمكن أن يهزأوا بشخص ، بينما فى داخلهم يحترمونه جدا ويقدرونه . وهم يسلكون هذه المسلك ، لأن هذه الشخص المسيحى يكشف أخطائهم وإعوجاج حياتهم ، فيغطون ضعف الشخصية ونقصها بكلمهم الجارح ، فيا ليتنا لا نخاف من الناس الذين حولنا ، بل نعيش نشهد للمسيح بطهارة سلوكنا ,,
" يا جميع العذارى أحببن الطهارة لكى تصرن بنات للقديسة مريم "
( لُبش ثيؤطوكية الإثنين )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق